الأثولة!!
الأثول: الذي إضطرب وإستحكم جنونه
الأمم مشاكلها في الذين يتوهمون بأنهم يحكمون بأمر رب العالمين , وينفذون إرادته فهو الذي سلطهم على عباده الضالين.
هذه المشكلة رافقت الدول والإمبراطوريات على مر العصور , وما خلت منها حالة مهما تصورنا.
فالفردية المطلقة عاهة قيادية مدمرة.
الفرد المتسلط يقضي على شعب وأمة ويلغي وطن , ويصيب الأجيال بأوجاع مزمنة.
ويصبح كذلك عندما تحيطه حاشية منافقة مرتزقة لا تفكر بمصلحة الوطن , ويأبى مَن هم ذوي دراية ومعرفة واضحة بمآلات القرارات , ويمتلكون رؤية وطنية صائبة متحررة من الخوف والتردد والإنفعال , ولا يحابون القوي الذي ربما يقضي عليهم وفقا لمزاجه المتقلب العنيف.
وما أكثرهم في بعض المجتمعات التي نودي بأصحاب الكراسي فيها ” يا أنت , ما هكذا تورد الإبل” , وما أدرك المعنى , وتوالت مسيرة الإنهيارات التداعيات في آبار الويلات المنعمة بالأوهام , والتصورات الخارجة عن قوانين البديهيات , والتدابير الراشدات وتناسي القول : ” الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيرة”!!
أفراد تحوّلوا إلى بالونات محلقة في فضاءات الوعي الجمعي , ومستعبدة للعقول والنفوس , وموجهة بقسوة لمصير العباد والبلاد إلى حيث الوعيد المشؤوم.
بالونات إنتفخت وحلقت , وإنفجرت عندما حان وقت الخلاص منها , ورميها في مزابل المجهول , والتأريخ يقف شاهدا على مآسيها , وما أودت به من الأحوال السيئة السوداء.
ضاعت شعوب , واحترقت أوطان , بسبب داء الأثولة الذي أصاب الكراسي بالعماء , والغفلة والجنون المتوج بالعظمة والخيلاء , والعصمة , والتواصل مع رب العباد الذي وضعهم في المناصب لكيد الظالمين.
فكم أثول يعبث بمضائر الدول والشعوب؟!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here