سقط نظام الأسد، نعيم الخفاجي
هذه الدنيا تتغير من حال إلى حال، مهما يحكم الطغاة والمجرمين، يضطهدون شعوبهم، النتيجة يسقطون، ويذهبون إلى مزبلة التاريخ، حزب البعث اسسته الماسونية، تم تربية ميشيل عفلق من قبل القوات الفرنسية التي كانت محتلة لبنان منذ عام ١٨٣٠، لحماية المكون المسيحي من بطش دولة الخلافة العثمانية.
فرنسا اشرفت على تربية ميشيل عفلق من طفولته إلى أن ارسلوه يدرس بجامعة السوربون ومنحوه شهادة دكتوراه فلسفة، وحال عودته من باريس، جعل طريقه إلى القدس، ليجتمع مع قادة عصابات الهاغانا ويعود إلى بيروت، ليعلن في اليوم التالي عن تأسيس حزب البعث.
تقاتل البعث العراقي والبعث السوري عقود طويلة من الزمان، بالعراق أعدموا مئات بل آلاف من البعثيين بسبب صلتهم بالبعث السوري، وكذلك البعثيين في سوريا أعدموا آلاف السوريين بحجة انتماؤهم للبعث العراقي، ناهيكم عن معارك البعث السوري والبعث العراقي في لبنان واشعال بعث العراق حرب أهلية خدمة إلى اسرائيل في إنهاء الوجود الفلسطيني من لبنان، وهذا ماحدث.
البعث العراقي اضطهدنا نحن كشعب عراقي، وشاهدنا مافعل بنا المقبورين البكر وصدام الجرذ، قتلوا ملايين العراقيين من الشيعة والاكراد، عندما سقط نظام صدام ترك لنا مئات المقابر الجماعية، اليوم السوريين بغض النظر عن المعارضة لكون غالبيتهم مجاميع تكفيرية، لكنهم اليوم فتحوا السجون واطلقوا سراح مئات بل آلاف السجناء من سجون النظام السوري.
من دعم الارهاب بالعراق بعد سقوط نظام صدام هو نظام بشار الأسد، والأمر واضح، ارسلوا لنا كتائب المفخخين، بل حتى الجولاني ارسلوه لكي يتلتمذ على يد النافق ابو مصعب الزرقاوي، وعاد إلى سوريا عندما تفجرت الأحداث ليؤسس مجاميع للقتل والذبح، لأنه تدرب على ذلك بالعراق.
عالم منافق تحكمه المصالح وليس القيم، سبحان الله مغير الأحوال، أبومحمد الجولاني تلميذ الإرهابي أبومصعب الزرقاوي، وتشرف في خدمة المرجع الروحي الرفيق عواد السامرائي( الإرهابي أبوبكر البغدادي أمير تنظيم داعش)، بعد ذلك الجولاني إنشق من البغدادي بسبب خطاب مرجعه الروحي ايمن الظواهري الذي بثت قناة الجزيرة خطابه، وقال إن قيادة تنظيم القاعدة بالعراق باتوا من ضباط مخابرات وأجهزة صدام والبعثيين العراقيين، على اثر ذلك الجولاني انشق عن البغدادي، وأصبح تابعا لتنظيم القاعدة وأعلن الولاء والطاعة للإرهابي أيمن الظواهري.
الجولاني إستعبد النساء وقتل الشيوخ والأطفال وأحرق وقطع الرؤوس، صنفته أمريكا، كواحد من أخطر الإرهابيين في العالم، وأعلنت أمريكا عن جائزة بقيمة ١٠ مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
بعد أن تواصل مع طيب أردوغان، ادخله في دورات كيف يستطيع كسب دول الغرب، من خلال تقصير اللحية ويظهر بمظهر مدني وفعلا، احمد العبسي الشرع أدلى في حوار على قناة سي ان أن، أصبح فجأة نجماً، بالأحاديث ويتحرك من مكان معروف، هو لم يتغير، ولكن أردوغان استطاع تقديمه إلى دول الغرب الشخص القوي الذي يحكم سوريا، وفعلا وجدوا فيه شخصاً مستعداً أن يقوم بالمهمة، مهمة إسقاط سوريا وتفتيتها، تخدم مشروع نتنياهو بالشرق الأوسط، تحقق على يد المجاميع المسلحة السورية.
كاتب سوري اسمه محمد هويدي كتب( كيف يتم خداع البسطاء بإفراغ السجون وسط صيحات لله أكبر، بينما تبقى سجون الجولاني ممتلئة؟ والسؤال :هل من الحكمة إطلاق سراح الجميع من سجون دون مراجعة دقيقة لأوراقهم وأسباب اعتقالهم؟ أليس من بينهم مجرمون؟ أم أن جميع المساجين في سورية أدباء، وكتاب، وشعراء، ومثقفون، وأكاديميون، وإعلاميون، وسياسيون؟).
اليوم وانا اتابع شاشات التلفاز تنقل صور الناس في شوارع دمشق، بسبب ظلم نظام البعث طيلة ٥٥ سنة من القمع، ورغم دخول جماعات مسلحة متطرفة لكن الناس فرحة بل لأول مرة منذ ٥٥ سنة يفرح الشعب السوري في سقوط نظام البعث، حطموا التماثيل، بعد هروب بشار الأسد وانسحاب قواته العسكرية المكونة من عشرة فرق عسكرية، تساقطت المناطق بسرعة بل حسب الاخبار التي قرأتها، أن أبناء الشيعة في السيدة زينب عليها السلام، من وجهاء في حي السيدة زينب ع، طلبوا من الشباب الانسحاب من محيط السيدة زينب ومن مرقدها ، والذهاب للبيوت، مقابل عدم التعرض لأهالي السيدة وعدم التعرض للمرقد، وقد انسحب الكثير من الشباب لتجنب اراقة الدماء
نظام الأسد منحط، بالقليل لم يبلغ الناس بهروبه اقلها كان في استطاعة آلاف المطلوبين من الهرب إلى لبنان او حتى إلى الجولان، اقلها الصهاينة يسمحون لمكتب الأمم المتحدة في منحهم اللجوء، قاتلوا معه، النتيجة لم يبغ حتى حكومته بالهرب.
الدكتور يحيى ابو زكريا كتب(
طوفان الأقصى نجحت اسرائيل في تحويله، إلى طوفان ضد العرب و المسلمين ، و ما يحدث في سوريا،سيحدث في معظم الدول العربية والإسلامية
و السبب،غباؤنا ،طائفيتنا
تفرقنا،و عدم تعلمنا من تاريخنا القديم و المعاصر …
د.يحيى ابو زكريا).
عندما اندلع الربيع العربي في سوريا، السيد باقر جبر الزبيدي وزير الداخلية العراقي السابق، تحدث لقنوات فضائية، قال نحن كعراقيين من مصلحتنا ان نتحاور مع المعارضة السورية، توجد منهم قوى في الجيش الحر، وليس كل المعارضة قوى إرهابية مجرمة، لكن كلام السيد باقر الزبيدي لم يحضى في دعم الساسة العراقيين، انا لا ألوم من وقف مع الأسد، لأن البديل هو تنظيم القاعدة وداعش.
بكل الأحوال غالبية أبناء المكون السوري السني وهم غالبية أبناء الشعب السوري، فرحوا اليوم بسقوط نظام البعث وراينا خروج آلاف الناس مبتهجين بالفرح، بسبب تسلط عصابة البعث على رقاب المواطنين، ذهبت إلى سوريا في تسعينيات القرن الماضي، وفي خريف عام ٢٠٠٣ عندما زرت العراق لأول مرة بعد سقوط نظام صدام المجرم، ورأيت كيف المواطن السوري وجهه يصبح اصفر اذا مر في مقرات حزب البعث، بينما العراقي واللبناني والفلسطيني يدخل إلى القيادة القومية لحزب البعث بسهولة وترحيب، بينما المواطن السوري يعاملوه بالقندرة مثل ماكان يفعل بنا البعثيين بالعراق.
هناك من يقول ايران خسرت في سوريا، اقول ان ايران ربحت في التخلص من نظام يحصل على مساعدات مالية كبيرة من ايران، لذلك الأموال تذهب للشعب الايراني، بعد قبول العرب بالتطبيع مع اسرائيل، بات من الضروري بالاخوة قادة الجمهورية الإسلامية في بدء صفحة جديدة مع الدول العربية، وعدم تبني قضية دعم المقاومة الفلسطينية، بل وحذفها من التفكير بهذا الموضوع، الذي جلب لنا الكثير من المشاكل، تصادر مساجدنا بسبب دعم ايران إلى المقاومة الفلسطينية، يتم التضييق على المغتربين الشيعة بسبب مواقف ايران، برب السماء، ألم يكفي تبني قضايا العربان وجعل الشيعة مشاريع شهادة وقتل، وبات الأمر مهم بالعراق ان القوى الشيعية العراقية تنهي موضوع دعم المقاومة الفلسطينية، نعم يتم دعمهم بالمواقف السياسية المطالبة في حل الدولتين، وليس بالضرورة ان الشيعي يطبع، فليقف الشيعة موقف لا مع التطبيع ولا مع دعم قضية المقاومة الفلسطينية بالسلاح.
بالعراق وبمباركة من الكثير من ساسة العراق، صوت الشعب على الدستور العراقي، وعلينا تطبيق الدستور، وترك الخلافات مع الأكراد ومع المكون السني، اذا السنة يريدون إقليم فلياخذوه، قبل كانت القوى الشيعية يقولون اذا أقيم إقليم سني يتم قطع الطريق بين طهران بغداد دمشق بيروت، الان سقط نظام البعث السوري بطريقة مخزية، ووصلت قوى معارضة سورية صديقة مع نتنياهو ومع إسرائيل، انتهى الخوف من الاقليم السني، مضاف لذلك أردوغان لم يترك قضية تدخلاته بشؤون العراق، لنترك قضية كركوك والموصل ما بين الأكراد والسنة وطيب أردوغان، كافي صراعات، ليهتم الشيعة في أبناء جلدتهم، والعمل على كسب الحاضنة الشعبية من جديد.
في الختام اقول إلى جميع الإخوة الذين حزنوا بسبب وصول المعارضة المتطرفة السورية للحكم، اقول لهم عليكم ان تفرحوا، اقسم لكم برب كارل ماركس وستالين لأنكم لاتثقون بي ان أقسمت لكم بالله، أن أحمد العبسي الجولاني هو السفياني، وحسب الروايات يحكم ويبدي في البداية انه انسان متواضع ومتصالح مع الناس، بعد وصول أنصار أردوغان للحكم في سوريا اكيد يتم إسقاط نظام الحكم في الأردن ويتم تهديد النظام السعودي، لدينا احادث تحدثت عن إرسال قوات له إلى الجزيرة العربية، المهم نعيش على أعتاب ثورة الإمام محمد بن الحسن المهدي الإصلاحية والعادلة، والتي تقيم دولة العدل لكل بني البشر، خذوها مني خاف واحد ضاحك عليكم ويقول لكم الأمام المهدي راح يقتل اليهود ويسبي نساؤهم حتى تتزوجون منهم مثنى وثلاث ورباع، هذا الكلام غير صحيح، يتبع اليهود الإمام المهدي ويسلمون ويبقون في فلسطين مع إخوانهم الفلسطينيين حيث يجمعهم الدين الذي يجدده الإمام المهدي، اخي الشيعي لاتنتظر من شيوخ الشيعة يقولون لك اننا نعيش عصر دولة المهدي، والله عشت مع الكثير من المؤمنين الشيعة كانوا يرون هلال رمضان وهلال العيد ويخافون القول انني رأيت الهلال؟ هذا الذي يخاف من القول رؤية الهلال يقل لكم ان الجولاني هو السفياني؟ بل البعض يكذب عليكم ويقول لكم ربما بعد الف سنة ياله تأتي دولة المهدي، خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
8/12/2024
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط