: ومضات خاطفة
لماذا التوجس ريبة و شرا من أحداث وتغييرات سياسية ؟ 1 ـــ
بقلم مهدي قاسم
يمكن القول إن معظم الناس في منطقة الشرق الأوسط يتوجسون شرا أو ينظرون بنظرة شك و ريبة ، من التغيرات السياسية التي تحصل في المنطقة بين وقت و آخر ؟..
أظن السبب يعود إلى كون الأمور أو الأحداث ــ عادة ـــ ما تنقلب من مرحلة السيء ، لتأخذ مسارا أو منعطفا متعرجا للدخول نحو مرحلة ما هو الأسوأ بكثير ، وفقا للتجارب المريرة الحاصلة و المخيبة للآمال دوما ” العراق ، ليبيا ، اليمن ، سوريا منذ 2011 ..
ففي البداية تعمّ موجات الفرح و البهجة بين الجماهير ” العريضة والواسعة ” أملا بالتحسن ، و نشدانا بالخير المتوقع و المنتظر ، ثم شيئا فشيئا ، تتعّكر الأمزجة الجماعية وتكتئب مع تدهور الأوضاع و الأحوال نحو ما هو أسوأ و أردأ ..
هذا دون أن نضيف إلى إن التغييرات التي تحدث أما بشكل عفوي و غير منظم ، مما يؤدي إلى فوضى منفلتة ، أو تجري وفق خطط و ترتيبات من قبل أجندة أجنبية تجري عملية تيسيرها من خلف الكواليس الخفية ..
2 ـــ لا يمكن البصمة مقدما
لا يمكن الإمضاء أو البصمة بالعشرة تأييدا لما يجري في سوريا من عمليات انهيارات سريعة و عجيبة ..
بالطبع نحن نحاول أن نفهم فرحة أصدقائنا السوريين الرافضين لسلطة بشار السد ولكننا كعراقيين نتذكر جيدا إن فرحة غالبية العراقيين لسقوط النظام السابق أملا بتأسيس بديل جيد و جيد قد ذهبت أدراج الرياح وحلت محلها الخيبة و الإحباط ..
لأن ما حدث في العراق في واقع الأمر هو إسقاط الدولة العراقية بالكامل و تسليم السلطة وثروات البلاد لعصابات اللصوصية والميليشيات التابعة للنظام الإيراني مع تدمير و تخريب لقطاع الصناعة والزراعة و التعليم و الصحة .. ..
و أما النتيجة .. فلا نظام ولا دولة في العراق ما عدا دويلات عميقة متحكمة بالأ من والثروات والمال العام …