سجن صيدنايا مكانا مجتسدا لأفلام الرعب الرهيبة !
بقلم مهدي قاسم
سمعت و قرأت كثيرا عن سجن تدمر و خاصة مقالات صديقي الشاعر العراقي علوان حسين الذي اعُتقل هناك لفترة طويلة ، حيث جسد عبر معاناته اليومية جوا من جحيم حقيقي الذي كان يخيم على أجواء السجن من أساليب ومعاملة قاسية وشرسة تفتقر إلى ابسط قيم تخص الكرامة الآدمية ..
أما أقسام و عنابر سجن صيدنايا التي أُزيح الستار عن أجواء الرعب و الفظاعة الرهيبة المخيمة بين جدرانها المزدانة بحبال شنق سميكة و طوابقها ما تحت الأرضية السرية التي بلا أبواب أو نوافذ! واضحة أو محددة ، من حيث تحوّل سكانها القدماء المساجين ــ اغلبهم سجناء الرأي أو التفكير المغاير ــ منذ عقود طويلة ، إلى اشباح و هياكل ” بشرية ” محطمة أو شبه مشلولة يخافون من فتح رموش عيونهم خوفا من شدة أشعة الشمس القوية لتعودّها الطويل على الظلام و العتمة والانقطاع التام عن العالم الخارجي ..
و المثير في الأمر أن تُجري و تُطبق و تُمارس هذه الأساليب والمعاملة الوحشية ذات القسوة المفرطة حقا ، تحت حكم ” رئيس دولة ” كان يدرس الطب في بريطانيا و تخرج طبيبا !!..
بينما نحن نعرف جيدا إن الطب يُعد من أكثر المهن إنسانية ، احترافا و سلوكا ومشاعر نبيلة ..
ومن المؤكد هناك من سيفكر في كتابة سيناريو فيلم ـــ و شخص آخر ليقوم بإخراجه ـــ عن هذا السجن الرهيب أو المسلخ البشري ، خاصة بعد توفر معلومات إضافية و أحاديث شهود عيان الذين عانوا من هذه الفظائع المرعبة الشنيعة لفترة طويلة ..
و مع كل هذه الفظائع المرعبة نجد هناك ــ و لأسباب عقائدية أو انحياز سياسي و قومي ! ـــ نقول هناك مَن يذرف دموعا ساخنة على انهيار و زوال هذا النظام الدموي المتوحش بكل مقاييس القسوة السافرة و السادرة المطلقة ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط