الذباب الإلكتروني في الناصرية: بيع الضمير بثمن بخس

راجي سلطان الزهيري

الذباب الإلكتروني، مصطلح أصبح شائعًا في الآونة الأخيرة، يشير إلى أولئك الذين يبيعون ضمائرهم لخدمة أجندات أفراد أو مؤسسات، سواء كانت حكومية أو تجارية. في مدينة الناصرية، وهي منبع الثقافة والتاريخ في جنوب العراق، ظهرت هذه الظاهرة بشكل مقلق، حتى أصبحت تهدد مصداقية الكلمة الحرة وأخلاقيات المجتمع.

المثير للدهشة أن العديد من هؤلاء الذباب ينتمون إلى فئة يُفترض أنها تحمل لواء الثقافة والمعرفة. أشخاص قضوا سنوات في التحصيل العلمي والفكري، ولكنهم اختاروا أن يجلسوا خلف شاشات الحواسيب ليحولوا أنفسهم إلى أدوات دعاية مدفوعة الأجر. يمجدون شخصيات سياسية أو وزراء أو حتى شركات عقارية مقابل راتب شهري يضمن ولاءهم.

هذه الظاهرة لم تقتصر على السياسة فقط، بل تسربت أيضًا إلى مجالات أخرى كالإعلانات التجارية، حيث أصبحت بعض الشركات العقارية تعتمد على هؤلاء الأفراد للترويج لمشاريعها. ومع أن الهدف الظاهري يبدو بريئًا، إلا أن التأثيرات السلبية تظهر عندما يتم تقديم معلومات مغلوطة أو تلميع صورة كيانات لا تستحق الدعم.

سؤال لهؤلاء الأشخاص: ألا تدركون أن من يدفع لكم المال لا يحترمكم ولا يرى فيكم سوى أداة مؤقتة لخدمة مصالحه؟ ألم تتساءلوا يومًا كيف ينظر إليكم أبناء مدينتكم؟ الناصرية، التي تحمل إرثًا تاريخيًا عظيمًا، ترفض مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى سمعتها.

بيع الضمير مقابل حفنة من الأموال لا يجلب الاحترام، بل الاحتقار من المجتمع. الناصرية كانت وما زالت رمزًا للكرامة والصدق، ومن المؤسف أن نرى البعض يفرط بهذا الإرث لأجل مكاسب زائلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here