انقذوا المستشفى اليتيم في البلاد ؟!

زهير الفتلاوي

يعاني ملف تقديم الخدمات الصحية في البلاد من مشكلات كثيرة خاصة فيما
يتعلق ببناء المستشفيات والمراكز الصحية الكبيرة وخلوها من الاجهزة
والمعدات الطبية الحديثة . لم ينهض الواقع الصحي من كبوته وبظل هذه
الأوضاع التي تتفاقم يوماً بعد يوم، تضع البنية التحتية للقطاع الصحي في
البلاد في خانة المفقودين ! . هو منهك وتعبان ويحتاج الى عناية خاصة ؟!!
. أصلاً نتيجة الحروب والانهيارات الاقتصادية التي مرت بها البلاد منذ
عقود طويلة . عدم وجود المعدات الطبية والأدوية وقلة المستشفيات
الحكومية لا توازي وتوسع سكان العراق و زيادة الاقضية والنواحي في شمال
وجنوب البلاد وسكنة تلك المناطق يراجعون هذه المستشفى الوحيد و”اليتيم”
في البلاد وهي (ابن الهيثم للعيون) . كثرة ملفات الفساد والروتين
والسرقات تضخم ثروات المافيات التي تتاجر بأرواح الناس ، بملف فساد
الادوية ، شبهات العقود والمقاولات ، وانعدام الخدمات الطبية ونقص
الأطباء . بسبب عدم المتابعة والتقييم بشكل صحيح وواقعي وانعدام التخطيط
فضلا عن كثرة التخصيصات المالية مقابل شحة الخدمات الطبية وحرق المليارات
سنويا بهذا الملف الحيوي وجراء تلك المشكلات انهار القطاع الطبي برزت
العديد من العقبات والمعوقات التي تواجه ملف (انعدام الخدمات الطبية)
ومنها موت الضمير، ولا حسيب ولا رقيب، زاد الفساد وانتشر ، وانعدمت
الرعاية الصحية للمواطنين ، وزد عليها ازمات كثيرة لا تعد ولا تحصى .
تفشي الرشاوي والمحسوبية والسرقة والمحاباة وتصدي الفاشلين لهذه
المسؤولية المهمة للغاية جعل هذا الملف فقير وبدون تطوير على الرغم من
تخصيصات مالية جدا كبيرة وحين يراجع المرضى يقال لهم جهاز الرنين او
السونار عاطل . مستشفى (ابن الهيثم للعيون ) فيها كثير من المشاكل
وتحتاج الكثير من الموارد وزيادة الابنية والاطباء والاجهزة الطبية
الحديثة مئات من المراجعين يوميا المستشفى بحاجة الى المزيد من الجهد
والعزم والاهتمام لغرض رفع نفايات قاذورات وطرد كلاب سائبة ، بعض ضعاف
النفوس يأخذون رشاوي علني وقد تم ابلاغ مدير المستشفى بهذا الامر عسى
ولعل يجد الحلول الجذرية بعيدا عن المجاملات والمحاباة بهذا الموضوع
المهم للغاية . لا نريد ان نرى البريد مكدس والأطباء ينتظرون والمراجعين
يعانون تعامل جاف وجارح مع المرضى تعالي وتكبر وطرد المراجعين تخلف واضح
بكل الأمور الادارية. مثل ما يقول المثل “ما تعرف رجلها من حماها” كثرة
الزحام الكل تئن وتون ومعاملة المستشفى الحكومي تختلف تماما عن المستشفى
الاهلي وعيادة الطبيب الخاصة … . في هذه المستشفى المعارك والمشكلات
مستمرة بخصوص زيارة المرضى مستمرة يوميا والادارة معزولة كأنها صم بكم
ولا يبصرون ، الكل تأن وهرم المستشفى عايفها كقطيع بدون راعي
العمليات تجري وفق المحسوبية والمنسوبية والمحاباة وسرقة الادوية وبقية
المواد مستمرة لا لجنة ولا تفتيش والوضع امان لهم . يجب وضع لافتات تحد
من أخذ مبالغ من المراجعين لا وجود للتنظيم والفوضى هي السائدة بحجة
المستشفى الوحيد بالعراق وهو اقذر مستشفى على الإطلاق يحتاج لجنة من
وزارة الصحة لمتابعة التسيب والقشمرة على المرضى ومعاقبة المخالفين
والالتزام بالدوام الرسمي طوابير طويلة ليس لها مثيل ولا احترام لكبار
السن مراهقين يتعاملون بسخرية وتذمر مع المرضى لم نشاهد المدير او
المعاون قام بجولة داخل المستشفى وتفقد الاحتياجات عنده اهم شيء البرج
العاجي وبحجة مشغول مع اللجان ومداولات والكل ينتظر ويستغيث، نتمنى أن
تصل هذه السطور إلى وزير الصحة ورئيس الوزراء ومدير عام صحة الرصافة ومن
يعنيه الأمر وضرورة تخصيص ميزانيات مالية لغرض بناء مستشفيات للعيون
واحدة في الكرخ وثلاثة في البصرة والموصل والنجف الاشرف إذ لا يمكن أن
يأتي المرضى من البصرة او الموصل لغرض فحص العيون هذا الأمر معيب جدا
ويقع على عاتق وزارات الصحة والتخطيط ومجلس الوزراء بناء تلك المستشفيات
التخصصية والاموال موجودة والشركات جاهزة والتقنيات متوفرة ولكن يحتاج
الارادة والعزم ومكافحة الفساد وطرد الفاسدين والفاشلين بشكل كبير في
جميع مفاصل هذا القطاع خاصة بجانب الرصافة ما شاهدناه بمستشفى ابن الهيثم
للعيون يعد وصمة عار بجبين من يتصدى لهذا الملف . أصبح الواقع الصحي
سلعا تجارية على صحة المرضى التي مازالت في تدهور متواصل، حيث انتشرت
سرقة الأدوية والمعدات الطبية وكثرت حالات الاحتيال وعدم وجود الخزين
الكافي من الأدوية والعلاجات، فضلاً عن تردي الخدمات وسوء المعاملة وكل
يوم وزارة الصحة تسعى جاهدة لزيادة اسعار الباصات اذ ارتفع من 500. دينار
الى اربعة الاف ويقال لك ماكو خردة طار الألف بالوجه . ولم تواكب
الحكومات السابقة وتيرة الزيادة السكانية والحاجة الاجتماعية للقطاع
الصحي المتكامل، فارتفع عدد سكان العراق حتى وصل الى (45 مليون نسمة)
في التعداد الأخير الذي كلف البلد (600 مليار دينار) واكثر لكن بحسب
“البنك الدولي”، انخفض عدد المستشفيات بشكل كبير . غاص القطاع الصحي
العراقي مثل بقية القطاعات الخدمية في مستنقع الفوضى متأثراً بالعدد
المحدود للمستشفيات التي يرجع تاريخ بناء بعضها إلى سبعينيات القرن
الماضي، في الأزمات التي عانتها البلاد أدت إلى تدهور القطاع الطبي بشكل
كبير ولا نعلم اين الاموال المخصصة لوزارة الصحة ومديرية صحة الرصافة لا
وجود للترميم والإعمار في تلك المستشفيات ولا نعلم متى يتم التعافي من
تلك الأزمات ؟ وتقديم الخدمات في بلد مثل العراق وهو الغني بكل الثروات
وخاصة البشرية. [email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here