الدكتور فاضل حسن شريف
عن جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: ان هذه الآية الكريمة تخاطب كل من آمن بالحق، وعمل به ودعا إليه، وتقول له بصراحة: ان سنة اللَّه قد جرت في أنصار الحق أن يدفعوا ثمنه من أنفسهم وأهلهم وأموالهم، وأن يتحملوا في سبيله الأذى والمكاره ويصبروا على المصائب والشدائد. وقد لاقى من كان قبلكم من أجل الحق ألوانا من الأذى، فصبروا. فهل تصبرون أنتم كما صبروا: أم انكم تريدون أن تدخلوا الجنة بلا ثمن، وقد أبى صاحبها ومالكها إلا أن يكون ثمنها الإيمان والإخلاص والصبر على الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس وجاء في خطبة من خطب النهج: (ان رسول اللَّه صلى الله عليه واله كان يقول: ان الجنة حفت بالمكاره، وان النار حفت بالشهوات. واعلموا انه ما من طاعة اللَّه شيء إلا يأتي في كره، وما من معصية اللَّه شيء الا يأتي في شهوة) ومن المفيد ان يراجع القارئ مع هذه الفقرة ما ذكرنا عند تفسير الآية 155 فقرة (ثمن الجنة). “وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ”. متى نصر اللَّه سؤال من الرسول والمؤمنين، يصور المحنة والشدة التي لاقوها من أعداء الحق وحزب الباطل، ومحصل المعنى ان السابقين من أنصار الحق أصابهم البؤس والضر، ووقعوا في الاضطراب من شدة الهول، حتى ظنوا ان النصر قد أبطأ عنهم، فاستعجلوه بقولهم: متى نصر اللَّه؟. فأجابهم اللَّه بقوله: “أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”. فهذه الآية تجري مجرى الآية 110 من سورة يوسف: “حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا”. قوله تعالى “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” ﴿آل عمران 134﴾. قوله تعالى “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” ﴿آل عمران 134﴾.
وعن التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى: “أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة 214) استئناف على تقدير القول. أى فقيل لهم حينما التمسوا من الله النصر بعد تلك الشدائد والأهوال التي نزلت بهم: ألا إن نصر الله قريب. تطييبا لأنفسهم، وبعثا للآمال في قلوبهم. وفي هذه الجملة الكريمة ألوان من المؤكدات والمبشرات بالنصر القريب، ويشهد لذلك التعبير بالجملة الاسمية بدل الفعلية فلم يقل- مثلا- ستنصرون والتعبير بالجملة الاسمية يدل على التوكيد. ويشهد لذلك أيضا تصدير الجملة بأداة الاستفتاح الدالة على تحقيق مضمونها وتقريره، ووقوع إن المؤكدة بعد أداة الاستفتاح، وإضافة النصر إلى الله القادر على كل شيء والذي وعد عباده المؤمنين بالنصر فقال، إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد: هذا، والمتأمل في الآية الكريمة يراها قد بينت للمؤمنين أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات). وأنهم لكي يصلوا إلى الجنة عليهم أن يتأسوا بالسابقين في جهادهم وصبرهم على الأذى، فقد اقتضت سنة الله أن يجعل هذه الحياة نزالا موصولا بين الأخيار والأشرار، ونزاعا مستمرا بين الأطهار والفجار، وكثيرا ما يضيق البغاة على المؤمنين، وينزلون بهم ما ينزلون من صفوف الاضطهاد إلا أن الله- تعالى قد تكفل بأن يجعل العاقبة للمتقين. ولقد حكى لنا التاريخ أن المؤمنين السابقين قد صبروا أجمل الصبر وأسماه في سبيل إعلاء كلمة الله. روى البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون.
قال آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن الزلزلة: أما الزلزلة فواضحةٌ، حيث قال الله عزَّ وجلّ”مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة 214). فالزلزلة حالةٌ نفسيةٌ شديدةٌ من الخوف والرهبة من الحاضر أو المستقبل المنظور. وسميت زلزلةً لأنها تزلزل البدن وتجعله غالباً يرتجف ويهتزُّ كالزلزلة. بل حتى لو أراد صاحبه أن يوقف رعدته لم يستطع, وكذلك الحال في الزلزلة. ولا حاجة معه إلى أن نشير إلى أنَّ الآتي بهذه الزلزلة والرافع لها هو الله سبحانه. أما كونه الآتي بالزلزلة، فباعتبار قوله: “زلزلوا” بصيغة المبنيِّ للمجهول, فإنَّ الفاعل الحقيقيَّ هو الله سبحانه, بعد غضِّ النظر عن الأسباب التي هي من أنواع البلاء في الدنيا. وأما كونه الرافع للزلزلة، فباعتبار أمورٍ كثيرةٍ من الأمل برحمته تعالى، يعرفها المتشرعة، منها قوله تعالى في نفس الآية: “مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” (البقرة 214). وإذا جاء نصر الله عزَّ وجلَّ ارتفعت الزلزلة بطبيعة الحال. ومن هنا كانت صلاة الآيات لدى حصول الزلزلة، ليحصل التضرع والخشوع والخضوع والرجوع إلى الله عزَّ وجلّ، عسى أن يمنَّ جلَّ جلاله بزوال البلاء الظاهريِّ أو الباطنيّ. ولا يخفى أنَّ الزلزلة المعروفة، هي من أنواع البلاء لا محالة، لما يذهب فيها من تلف النفوس والأموال.
عن وكالة الأنباء العراقية سبع سنوات على النصر الكبير (واع) تستذكر ملاحم بطولية رسمت خطى الانتصار على الإرهاب: سبع سنوات مرت على تحقيق النصر الكبير على الإرهاب، ولا يزال العراقيون يحتفظون بذاكرتهم تلك اللحظات التي رفعت فيها راية العراق ثانية على آخر شبر في أرض الوطن، ذاكرة تراكمت فيها حكايات، لبطولات خطها أبناء العراق في مختلف الصنوف، وهم يدفعون بعزيمة ذلك الشر الأسود الذي حاول النيل من كرامة الوطن، بعد أن اغتصبت العصابات الإرهابية أجزاء من أرض الحضارة والمقدسات، وبعد أن ظن العالم أن العراق اندثر في زحمة الوجوه الإرهابية التي جاءت من كل حدب وصوب، ولكن هيهات أن يندثر العراق وهو من صنع التاريخ والحضارة، وهو من يحمل على أرضه مقدسات صانته لقرون من الزمن، ليعزز ذلك صوت المرجعية المتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني الذي أصدر فتوى عظيمة أعادت التوازن وألهمت الحماسة وخطت خارطة طريق للقوات المسلحة، معزز بحشد شعبي ضم أبناء الوطن على مختلف انتماءاتهم، ليتحقق النصر وتتحرر الأرض وينبهر العالم بصلابة العراقيين وشجاعتهم. اليوم، ونحن نستذكر هذه المناسبة الكبيرة التي تمر بظرف حساس تشهده المنطقة سواء في سوريا أو لبنان أو غزة، لا تزال قواتنا المسلحة على يقظتها، ترابط في كل شبر من ارض الوطن تلوذ عنه وتبعث رسالة للإرهاب بأن العراق عصي على أطماع الحالمين والمتربصين. وفي هذا الصدد أكد وزير الدفاع، ثابت محمد العباسي، أن صباح العاشر من كانون الأول قد أنار صفحة جديدة في تاريخ العراق الحديث، وذلك بفضل تضحيات الأبطال من قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها والحشد الشعبي الذين قدموا دماءهم الزكية في سبيل القضاء على عصابات داعش الإرهابية. وقال وزير الدفاع، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): “نحتفل اليوم بمناسبة مرور سبع سنوات على الانتصار الكبير لقواتنا المسلحة البطلة من مختلف الصنوف والتشكيلات على الإرهاب، حيث سجل الأبطال بقواتنا المسلحة وبمساندة شعبهم الأبي خلال هذه الملحمة الأسطورية لخالدة والتي استمرت لثلاث سنوات من القتال والمواجهات وتقديم قرابين الشهداء والجرحى، أكبر انتصار على أعتى منظمة شهدها التاريخ”. وأضاف، أن “صباح العاشر من كانون الأول أنار صفحة جديدة في تأريخ العراق الجديد سجلها أبطال الجيش العراقي مع أبطال الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة ومن خلفهم شعبنا الأبي الصابر”. وتابع: “هذا النور الذي رسمت طريقه دماء زكية سالت من أجل صون العرض والأرض، حيث قاتل الأبطال دفاعاً عن أرضهم وترابهم الوطني ومقدساتهم بروح الوطن الواحد المغروسة في وجدانهم وببسالة الرجال الذين ما توانوا يوماً في الدفاع عن حماية الوطن وشعبه”.
عن فرات نيوز خبير عسكري يحذر من “الجهة الأخطر” على الأمن القومي العراقي بعد تطورات سوريا بتأريخ 8 كانون الأول 2024: حذر الخبير العسكري، ماجد القيسي، من تنظيم داعش على الأمن القومي العراقي بعد تطورات سوريا ووصفه بـ”الجهة الأخطر”. وقال القيسي “للفرات نيوز” إن:”الوضع في سوريا ما زال ضبابيا فهنالك أعداد كبيرة من اللاعبين المحليين وكل واحدة منها ترتبط بقوى خارجية، وهناك معارك تقوم ما بين القوات الديمقراطية والجيش الوطني في منبج وهنالك تنظيم داعش والذي يشكل التهديد الأخطر على الأمن القومي العراقي سواء كان في البادية او مخيم الهول او السجون والمعتقلات في الحسكة وأماكن اخرى”. وأضاف “هذه الاحداث ان تطورت وأصبح الاصطدام ما بين الجيش الوطني وقوات سورية الديمقراطية ستكسر السجون لتهريب الارهابيين وهذا مايشكل تهديد خطير على الحدود العراقية”. وتابع القيسي، ان “العراق يسعى الى بناء منظومة لحماية الحدود مع سوريا بأكثر من 600 كم عبر نشر حواجز ومعدات مراقبة اضافة الى طائرات مسيرة وتحشيد القوات وهي إجراءات مهمة جدا وضرورية لتحصين الحدود”. وشدد على “تفعيل الجهد الاستخباري في داخل العراق ومراقبته في العمق السوري وخاصة من تنظيم داعش الارهابي الذي ينشط في البادية الغربية “غرب الفرات” وحتى في الرقة والحسكة وبعض من مناطق جنوب سوريا وهنالك تقارير تؤكد انه بدا ينشط باتجاه السخنة وتدمر وهو يستغل الفرص للظهور مرة اخرى ويفترض تكثيف الجهود على المستوى الدولي لكبح جماحه”. ويرى الخبير الأمني والعسكري، بان “دروس عام 2014 استفاد منها العراق واستخلص منها العبر بعدم تكرارها خصوصا في الجوانب الامنية والاستخبارية لذلك يرى تامين الحدود العراقية السورية ضرورة ملحة كونها تشكل خطر كبير لهذا ذهب لمنع تكرار هذا السيناريو ومواجهة أي تحديات”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط