قيمة الإنسان وقوة الأوطان!!

قيمة الأوطان تتناسب طرديا مع قيمة الإنسان , أي كلما زادت قيمة المواطن إرتقى وطنه , وتُعرف حالة أي وطن من قيمة الإنسان فيه.
ويمكن رؤيتها بوضوح من معاينة الرعاية الصحية والتعليم والأمن . وتأمين متطلبات العيش الأساسية , كالطعام والماء الصالح للشرب , والسكن والكهرباء والنقل وغيرها.
وبفحص هذه المفردات , وتقدير نسبة وجودها وفاعليتها في المجتمع , تتضح قيمة الإنسان.
فالمواطن العالي القيمة , يكون وطنه كبيرا في نظره وعيون الآخرين , والعكس صحيح.
وعندما نعاين قيمة المواطن في دول الأمة , تبدو وكأنها معدومة أو متدنية , مما يعني أنها بلا قدرة على تحقيق الأمن والسيادة.
بعض الحكومات طرحت شعار الإنسان قيمة عليا في المجتمع في سبعينيات القرن العشرين , فتغيرت ودُفِعَت إلى حروب عبثية لا تنتهي , حتى إنمحقت قيمة الإنسان , وتحول إلى أضعف رقم على يسار رقم الكرسي الحنفيشي الطباع.
إن الأقلام بما تجود به وتستهلك وقتها فيه , تغفل قيمة الإنسان المفقودة , وتحسب ما تنشره سينفع , وهذا محض ثريد حول صحون الويلات والتداعيات.
فالإنسان الفاقد لقيمته لا يقرأ , ولا يهتم بالموضوعات التي نسميها فكرية , تنويرية , ثقافية , لأنها لا تساهم بإسترداد عزته وكرامته , ولا تمنحه الشعور بوجوده , ودوره في صناعة الحياة , فالواقع يملي عليه آليات الإستعباد والإستبعاد , والقهر بالحرمان من أبسط الحاجات , ولا يوفر له ما يستحقه من الرعاية والحقوق الإنسانية المشروعة.
بل أن العديد من مجتمعاتنا تُهلك المواطنين , وتهدر طاقاتهم , وترى بتخنيعهم وإذلالهم وسيلة للبقاء في الحكم , فتلوي رقابهم وتسحق رؤوسهم , وتزدري المواطن , وتحطم إرادته وتصادر طموحاته وتطلعاته.
ولكي نكون ونستفيق من رقدة العدم , علينا بإعلاء قيمة الإنسان , وإلا فأن ما تقدمه النخب هذيان بلا عنوان!!
فهل سنرى الإنسان؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here