ماذا يعني سقوط الاسد للنظام الايراني؟

محمد حسين المياحي

يوم السقوط المدوي لنظام بشار الاسد الدکتاتوري، لم يکن يوما عاديا بالنسبة للنظام الايراني وخامنئي، بل کان من أکثر الايام سوءا التي مرت على هذا النظام، خصوصا وإنه قد جعل من سوريا في ظل حکم الدکتاتور المخلوع بشار الاسد بمثابة عمق استراتيجي له، وإنه ومن خلال فقدانه لهذا العمق فإنه سيصبح مکشوفا وفي مواجهة مباشرة مع التحديات والتهديدات المحدقة به.
سلسلة مآسي النظام الايراني التي بدأت بإنتهاء دور وتأثيره على القضية الفلسطينية بعد الذي جرى لحرکة حماس ومرت بتلك الضربات القاتلة التي تعرض لها وکيله في لبنان وسلبه أسباب قوته، وإستمرت بسقوط حليفه النظام السوري والذي کان بمثابة المأساة الکبرى له والتي لا عزاء ولا تسلية لها، وهذه السلسلة لازالت مستمرة ولن ينجو منها کل من ربط مصيره بمصير النظام الاستبدادي القائم في طهران.
يوم سقوط نظام الدکتاتور الاسد ورميه في مزبلة التأريخ، سيبقى يستمر ککابوس على النظام الايراني الذي سيشعر بالخوف في کل لحظة من إندلاع إنتفاضة الغضب ضده من جانب الشعب الايراني الذي واجه أوضاعا مريرة جدا على مر ال45 عاما المنصرمة وخوف النظام الايراني يتضاعف کثيرا عندما يرى الشعب الايراني يرحب بسقوط المجرم بشار الاسد وهروبه کالجرذان لکونه يعلم بأن ما حدث في سوريا سيمتد إليه والى أعوانه الآخرين في المنطقة کما عبرت عن ذلك السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في رسالة التهنئة التي وجهتها للشعب السوري والشعب الايراني وشعوب المنطقة بمناسبة سقوط الدکتاتور الاسد.
السيدة رجوي قالت في جانب من رسالتها:” مع سقوط النظام الذي كان في الـ 45 عاما الماضية داعما للفاشية الدينية الحاكمة في إيران في ارتكاب أكبر الجرائم بحق الشعب السوري والشعبین الفلسطيني واللبناني، بدأ عصر جديد في هذه المنطقة، وحان وقت إسقاط نظام الملالي. قد انهار الآن “العمق الاستراتيجي” للديكتاتورية الدينية في إيران ويجب طردها من جميع دول المنطقة. إن إزالة هيمنة نظام ولاية الفقيه في العراق ودول المنطقة كان مطلبا قديما للمقاومة الإيرانية. وهذا هو مقدمة لتحرير الشعب الإيراني من شر الفاشية الدينية.” وفيما يخص سقوط دکتاتور سوريا، أضافت رجوي:” إن انتصار الشعب السوري هو شفاء لقلوب أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، خصوصا لأولئك الذين يعانون من القمع، ولعائلات 120 ألف شهيد على طريق الحرية في إيران، الذین یرون الیوم الشعب السوري منتصرا، الشعب الذي كان خامنئي وقوات حرسه جزءا مباشرا من عمليات قتل أكثر من نصف مليون منهم وتشريد ملايين آخرين”.
ما ذکرته مريم رجوي في رسالة التهنئة التي بعثتها، ليس مجرد کلام عادي، بل إنه بمثابة إستقراء للمستقبل القريب والذي سنرى فيها المنطقة من دون النظام الايراني ووکلائه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here