يا إسرائيل المدللة المحبوبة لا تكوني طمّاعة أكثر من لازم !! ..
بقلم مهدي قاسم
صحيح كانت إسرائيل توّجه ضربات تدميرية قاصمة و متواصلة ضد المؤسسات السورية و المواقع العسكرية الإيرانية المتواجدة هناك ، طبعا دون أي رد رادع حاسم و قوي من قبل النظام السوري السابق ،
و لكنها ــ أي إسرائيل ــ تستغل الآن فوضى المتغيرات السياسية الجارية في سوريا في اعقاب انهيار سلطة بشار الأسد الديكتاتورية ، لتوُسع من رقعة احتلالها للأراضي السورية ..
حتى بدون تقديم أية اعذار أو حجج واهية لهذا السلوك التوسعي ، تبريرا لذلك و لو شكليا أمام الرأي العام الإقليمي و الدولي !..
فضلا عن توجيه ضربات تدميرية ما يقارب 140 موقعا عسكريا سوريا ، فضلا عن مؤسسات مدنية ..
.
فسلوك إسرائيل هذا ، يدل ـــ تمشيا مع عادتها الدائبة ــ على النزعة الاحتلال و العدوان والتوّسع سواء في ظروف استثنائية أو سلمية هامدة ..
نقول هذا لأنه على إسرائيل أن تفرح الآن، لكون النظام السوري السابق الذي كان محسوبا ــ ولو شكليا ــ على ما يسمى بمحور المقاومة ، قد أصبح الآن في خبر كان ماضيا ، بدون أية رجعة ممكنة ، بحيث يبدو الوضع قد تبدّل جذريا من محور المقاومة الشكلية السابقة ، متحولا إلى محور المهادنة أو الجبهة الهادئة الحالية ،
من يعلم ؟، فربما سيكون محور المهادنة الدائمة ..
فماذا تريدين يا إسرائيل المُنتشية بسكرة الانتصار ، أكثر من هذا ؟ ..
و حضرتكِ الموقرة تكونين ، بفضل هذه التحولات الدراماتيكية ـ قد ضمنّت ِأمن جبهتك الواسعة مع سوريا ،..
طبعا .. إلى جانب الاحتفاظ بواقعة احتلال مرتفعات الجولان ، كأمر واقع مسلم به في الوقت الراهن و ربما إلى الأبد ..؟..
و هذا يعني ــ ضمن نظريات و تكتيكات عسكرية ،ــ أنتِ أصبحتِ مطلة بقرب أكثر ، على بوابة دمشق ، و بوضع مسير يمكنكِ قذفها بحجارة أيضا ، لو شئتِ ورغبتِ أنتِ المسيطرة المهمينة الجبارة العظيمة !!..
فيا إسرائيل المدللة دوما من قبل أمريكا و أغلب حكومات الغرب :
ـــ أفرحي و هلهلي و أرقصي على أنغام وإيقاعات ما يحدث الآن من تحولات دراماتيكية في المنطقة برمتها من المحيط حتى الخليج ، و كلها ــ بشكل أو بآخر ــ يصب لصالحكِ و مصلحتكِ ..
ولا تكوني طمّاعة أكثر من لازم !..