عبرة لمن لا يُعتبر : مع السلامة زعيمنا الأبدي و قائدنا الأوحد !
بقلم مهدي قاسم
تعلمّنا من الأحداث التاريخية الحديثة والقدمة : لا شيء ثابت ــ بالمعنى السياسي للكلمة ــ في البلدان العربية لكون الأحداث السياسية ، غالبا ما تجري على رمال متحركة و بشكل مضحك و مبكي ، طبعا و كالعادة ، بأيد خفية ، و .. فجأة تتحول هذه الأحداث إلى عاصفة هوجاء لتُقلب الأمور رأسا على عقب ..
فيصبح بين ليلة وضحاها مُدنسّا ، مَن كان محاطا بهالة من فخامة و قداسة ..
ليكون قميئا تافها منبوذا ، مَن كان يعتبر نفسه زعيما عظيما وقائدا تاريخيا نادرا في نظر الجماهير التي كانت تصفُق له و تُمجّد ذات يوم بقوة و حماس ..
ليكون شريدا ومُلاحقا في معظم بقاع الأرض ، بعدما كان يؤسس لنفسه ليبقى خالدا إلى الأبد ..
أو … ينتهي به المطاف متدليا بين أعواد المشنقة إذا كان حظه سيئا ولم يتمكن من الهروب في الوقت المناسب ..
ذلك لأنه … بغتة تحل مرحلة عاصفة فعلا ، كزوبعة ، مصحوبة بانهيار وتداعي أنظمة حكم أيدتها و دعمتها جماهير واسعة ، طبعا بنوايا حسنة …
ثم أسقطتها حشود ثائرة كبيرة ، بتحريك غامض من خلف الكواليس المستنفرة لهذه الغاية ..
إذن …………………..
فيا قائدنا الجديد والمحبوب العتيد ، أيا كنتَ و من أي حزب أو دين أم طائفة ، عندما تكون رئيسا أو مسؤولا كبيرا ، فأعلم أنك لا تعدو أن تكون أكثر من مجرد بيدق فحسب ، بين أيدي أرباب الأرض الجبابرة السريين، الذين سيضعونك جانبا عندما تنتفي حاجتهم إلى خدماتك السياسية ، ليقولوا لك بحركة صغيرة من إصبعهم :
ـــ كش .. مات الملك !..
مع السلامة زعيمنا الأبدي و قائدنا الأوحد !..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
Read our Privacy Policy by clicking here