قدحة قائد وأمّة!!

الأمة بحاجة لقدحة قائد , فهي متوثبة متوقدة مؤهلة للإبداع الحضاري الأصيل , فما جاء به المفكرون والفلاسفة ما نفعها , ولا وضع الأجيال على سكة نهوض معاصرة تستنفر طاقاتها وتطلق قدراتها.
الأمة إنبثق ما فيها عندما قدحها النبي القائد , الذي أكد وجودها الحضاري في ظرف عقدٍ من الزمان , فالقيادة الحقيقية العملية بدأت في المدينة , ولم تتجاوز العشرة سنوات , أما في مكة فكانت السنوات الثلاثة عشرة لإرساء دعائم البنى التحتية النفسية والروحية , للإنطلاق إلى آفاق التجلي المبارك بتفتح جوهر إرادة الأمة وما فيها من الرؤى والأفكار.
فالحقيقة التي ربما نتغافلها , أن إرادة القيادة المحمدية أوجدت الأمة بطاقاتها وكينونتها المعرفية والإنسانية , ولولا تلك القدحة القيادية الخالدة المطلقة , لما كان للدين دور مهم في تثويرها وتفجير ينابيع عطائها الأصيل.
وما تعانيه الأمة اليوم في العديد من دولها , يتصل بغياب القيادات القادرة على الإستثمار بطاقاتها وتحفيز قدرات الأجيال , وجعلها متفاعلة مع بعضها لبناء حاضرها ومستقبلها , مما تسبب بإندحارات يتقدمها التقهقر والسقوط في مستنقعات الغابرات , وفقدان مهارات التعلم والإعتبار , مما تسبب بزعزعة ثقة الأجيال بنفسها , وبتنمية المشاعر السلبية والدونية في أعماقها , حتى تجدها وكأنها إرتضت بمصير الإذعان والإستسلام والإعتماد على الغير.
وبعض دول الأمة فازت بقيادات واعية متفاعلة مع الإرادة الوطنية , وقدمت إنجازات ذات قيمة معاصرة , وتدفقت فيها آليات النهوض والتواصل مع ماضيها التليد , الذي إتخذته قوة إيجابية وطاقة تنويرية لحث القدرات الذاتية والموضوعية , لتحقيق ما تريده من التطلعات والأهداف.
ولا بد لدول الأمة أن تحتذي بقياداتها التي تمكنت من إستنهاض شعوبها , وشد عزيمتهم وإنجاز المشاريع العملاقة , الكفيلة بتأمين السعادة والأمن والأمان للشعب , الذي أخذ يتحسس قدرته على إنجاز ما يريد , بالإعتماد على إمكانياته التي تعززها قيادة راشدة.
تلك حقيقة ما يعوز الأمة , فعندما تتوفر القيادة الصالحة القادحة لما فيها من القدرات , فأنها تكون وتقدم الأصيل من العطاءات المتنوعة , فهذه أمة أكون , وأمة رسالة حضارية إنسانية لا تنتهي!!
فهل من قائدٍ عزوم؟!!
د-صادق السامرائي
25\4\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here