لارا أحمد
في كل عام، تحل الذكرى السنوية لتأسيس حركة حماس، ولكن هذا العام يبدو الوضع مختلفاً في قطاع غزة. بات النقاش يحتدم بين أفراد الشعب الفلسطيني حول معنى هذه الذكرى في ظل الدمار والخراب الذي شهده القطاع. تتزايد الأصوات التي تطالب بإعادة التفكير في الاحتفاء بهذه الذكرى، معتبرين أن الوقت قد حان لتقييم دور حماس في المرحلة الراهنة ومستقبل القطاع.
منذ تأسيسها، كانت حماس تعد بالعديد من الإصلاحات وتحسين الأوضاع المعيشية لسكان غزة. ولكن بعد سنوات من الوعود، يجد الكثير من الفلسطينيين أنفسهم محبطين وخائبي الأمل، خصوصاً بعد العمليات العسكرية الأخيرة التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
النقاش الداخلي يشير إلى شعور عام بالإحباط والإستياء من حماس، حيث يعتقد كثيرون أن الحركة لم تعد تمثل طموحاتهم ولا تستطيع الاضطلاع بمسؤولية تحسين حياتهم. هذا الشعور المتزايد بالإحباط واليأس قد دفع بعض الفلسطينيين إلى الدعوة لعدم الاحتفال بذكرى تأسيس حماس، معتبرين أن الاستمرار في التباهي بهذا اليوم لا يعدو كونه محاولة لصرف الانتباه عن الفشل في إدارة الأزمات المتواصلة.
البعض يرى أن تغيير النهج والتحول نحو سياسات أكثر شمولية وأقل تصادمية قد يكون الحل الأمثل للخروج من الدوامة الحالية. يطالبون بقيادة تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب بكل شفافية وتعمل على بناء مستقبل أفضل للجميع.
في الختام، يبدو أن غزة تقف على مفترق طرق حرج، حيث يتطلب الأمر مزيداً من الحكمة والرؤية البعيدة المدى لإعادة الأمل إلى قلوب سكان القطاع. الاحتفال بذكرى تأسيس حركة أو حزب لم يعد كافياً في ظل تحديات جسام، والأولوية اليوم هي لحل النزاع والبناء والتنمية، وليس للذكريات التي لم تعد تحمل الوعود التي كانت ترفعها.