محمد حسين المياحي
مع سقوط نظام بشار الاسد الدکتاتوري فإن أنظار العالم کله توجهت الى إيران وليس الى روسيا رغم إن الاخير قد وقف أيضا الى جانب ذلك النظام الدکتاتوري غير إنه لم يترابط معه بصورة استراتيجية کما فعل النظام الايراني ولم يعتبره”العمود الفقري”بالنسبة لدوره وتأثيره في المنطقة کما سبق وأن أکد خامنئي على ذلك.
سقوط النظام السوري کان بالنسبة للنظام الايراني کارثة ومصيبة إستثنائية بکل ما في الکلمة من معنى وبعيدا عن التصريحات والمواقف المتناقضة الصادرة من قبل القادة والمسٶولين في النظام الايراني بالنسبة لهذا الموضوع والتي کان يغلب عليها التخبط أيضا، فإن الجلسة غير العلنية التي تم عقدها في مجلس الشورى”البرلمان الايراني” يوم الثلاثاء الماضي، لغرض بحث ومناقشة موضوع سقوط النظام السوري، کانت بحد ذاتها کافية للدلالة والتأکيد على مدى أهمية هذا الموضوع بالنسبة لهذا النظام وهو أمر لم يحدث في أية دولة أخرى في العالم.
أکثر ما يٶرق ويقض مضجع النظام الايراني ويجعله يشعر بالقلق والخوف البالغ من هذا الموضوع، إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، خصم النظام الاساسي قد دعى طووال الاعوام الماضية الى تقويض نفوذ وهيمنة النظام الايراني في المنطقة ودعا أيضا وبإصرار الى إخراج قوى النظام وميليشياته من سوريا والى إسقاط النظام السوري لأن ذلك يساهم بإضعاف قوة ودور النظام في المنطقة والعالم ويساعد ويمهد لعملية إسقاطه على يد الشعب والمقاومة الايرانية، ومن دون شك فإن نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير قد وصل الى مراحل متقدمة جدا ولاسيما بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وإن سقوط النظام السوري وقبله تهميش دور وتأثير أهم وکيلين له في المنطقة، قد وضع النظام الايراني في الزاوية الضيقة جدا وإن الخوف والقلق يعصف بالنظام کله وحتى إن مجرد عقد جلسة غير علنية من أجل بحث موضوع سقوط النظام السوري يبين کيف إن هذا الموضوع ليس يهم النظام الايراني فقط بل وحتى يمسه في الصميم.
قادة النظام الايراني الذين طالما صرحوا بأن مناطق نفوذهم في المنطقة هي خطوطهم الامامية من أجل مقاتلة أعدائهم ولولا ذلك فإنه کان لزاما عليهم أن يقاتلونهم في شوارع طهران وبقية المدن الايرانية، ومن دون شك فإن الاعداء المقصودين هم الشعب الايراني وليس غيرهم إذ أن الشعب الايراني هو من قاتلهم وواجههم في شوارع طهران وسائر أرجاء إيران في الانتفاضات التي قام بها وخلال النشاطات الثورية لوحدات الانتفاضة ضد النظام، وهم يعلمون جيدا بأنه وبعد سقوط حليفهم الدکتاتور السوري وتهميش أهم وکيلين للنظام فإن الدور قادم عليهم وإن الشعب والمقاومة الايرانية وليس غيرهم من سيقوم بإسقاطهم ورميهم في مزبلة التأريخ.