21 ديسمبر 2024
الاستخدام المكثف للتعريفات الجمركية يرفع أسعار السلع الاستهلاكية
ويقول اقتصاديون إن الاستخدام المكثف للتعريفات الجمركية سيرفع أسعار السلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة. فأسعار السلع المعمرة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصلب – مثل الأجهزة المنزلية، والسيارات، والجرارات الزراعية – مرتفعة بالفعل نتيجة الاختناقات في سلاسل التوريد للمواد والمكونات بعد أسوأ فترات جائحة كوفيد-19.
وإن فرض تعريفات إضافية على الواردات سيمنح شركات الصلب المحلية قدرة أكبر على رفع أسعارها من خلال زيادة أسعار المنتجات الأجنبية المنافسة بشكل فعّال.
بدوره، قال فيليب بيل، رئيس اتحاد مصنعي الصلب: “نحن تحت تهديد مستمر من الاقتصادات غير السوقية التي تتحايل على قوانيننا التجارية لتغرق السوق الأميركية بالصلب الرخيص المدعوم بشكل كبير ومنتجات أخرى”.
ويمثل الاتحاد بشكل أساسي الشركات التي تصنع الصلب من خلال صهر الخردة. إذ أن حوالي 70 بالمئة من الصلب المنتج في الولايات المتحدة مصنوع من الخردة.
وشملت تعريفات ترامب على الصلب لعام 2018 في البداية رسوماً بنسبة 25 بالمئة على الصلب القادم من كندا والمكسيك، ولكن تم إلغاؤها في عام 2019 كجزء من الاتفاقية التجارية الحرة المعدلة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وتُعد أسعار الصلب في الولايات المتحدة حالياً من بين الأعلى في العالم. ومع ذلك، ظلت الأسعار راكدة في الأشهر الأخيرة بسبب انخفاض الطلب الناتج عن ضعف القطاع التصنيعي، خاصة صناعة السيارات، وفقاً لتقرير الصحيفة الأميركية.
وأشار التقرير إلى اتن بعض المسؤولين التنفيذيين في شركات الصلب اشتكى من أن السوق الأميركية تتعرض لتقويض بسبب الواردات منخفضة التكلفة من الصين، والتي تتحايل على التعريفات الحالية من خلال تمريرها عبر المكسيك، منوهاً بأن الرئيس بايدن فرض تعريفات جمركية على الواردات المكسيكية التي تستخدم صلباً من الصين.
ولكن بعض التنفيذيين في شركات الصلب قالوا إن التمييز بين الصلب القادم من الصين والمكسيك أمر صعب ويعتمد بشكل كبير على الرقابة الصارمة من السلطات المكسيكية.
مطالبات صناع الصلب تهدف إلى عظيم أرباحهم
في حديث خاص لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أوضح الدكتور نضال الشعار، الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين في شركة “ACY” أن مطالبات فرض الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة لا تقتصر على صناعة الصلب فقط، بل تمتد إلى العديد من الصناعات الأخرى التي تسعى لرفع التعريفات الجمركية بهدف تحقيق أهداف اقتصادية واضحة.
هذه الأهداف تتمثل في تحسين العوائد المالية، وتوفير بيئة إنتاجية أكثر راحة للشركات المحلية، إلى جانب الاستفادة من تقليص المنافسة الخارجية، وهو ما يتيح لها رفع الأسعار وتحقيق أرباح أكبر.
وأضاف الدكتور الشعار أن هذه المطالبات تعكس اعترافاً ضمنياً من بعض الشركات، مثل شركات الصلب، بتحقيقها أرباحاً في السابق، لكن طموحها الآن يتمحور حول تعظيم أرباحها، حتى وإن بدت العملية قائمة على مصالح ذاتية تهدف لتحقيق عوائد إضافية للمساهمين.
ورغم أن هذا التوجه قد لا يكون مقبولاً لدى البعض، إلا أنه يبقى مفهوماً من منظور اقتصادي”.
وفيما يتعلق باحتمالية قيام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات، يرى الشعار أن هذا القرار قد يتم بشكل جزئي وليس كلي.
ويرجع ذلك إلى طبيعة التبادل الاقتصادي العالمي الحالي، حيث بات من الصعب على أي شركة التحكم بشكل كامل في العملية الإنتاجية دون الاعتماد على التصدير والاستيراد. ومع ذلك، تأمل بعض الشركات في تقليص المنافسة الخارجية لتتمكن من التوسع وزيادة الإنتاج.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط