2025-1-1
مع قرب ذكرى جريمة المطار
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
في العاشر من شهر حزيران 2014 يستذكر العراقيون سقوط مدينة الموصل بيد التنظيمات الإرهابية، وما تلاها من سيطرة للجماعات الإجرامية على ما يقارب ثلثي مساحة العراق، ووصلت التهديدات الى مشارف العاصمة بغداد، وسط انهيار معنويات القوات الأمنية نتيجة الانكسارات التي تعرضت لها في تلك الفترة، ليكون العراق أمام تحدٍّ صعب وخطير وعصابات ترتكب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب.
فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي الذي أصبح لاحقاً تحت قيادة مهندس النصر الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، قلبت موازين المعركة وأعادت الروح المعنوية للقوات الأمنية العراقية، بعد أن هبَّ أبناء البلد للدفاع عن مقدساتهم وأرضهم، وسطروا أروع البطولات ورسموا لوحة عراقية تعكس تكاتف أبناء الشعب، بحيث امتزجت دماء أبناء الجنوب بدماء إخوتهم في المحافظات الغربية، ليعلن النصر خلال فترة قياسية لم تكن في حسابات الأعداء.
جيران العراق العرب تخلوا عنه بل كانوا ضمن معسكر الدواعش، باستثناء الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي أمدَّتْ بغداد بالسلاح والمقاتلين والقادة، وفي مقدمتهم الجنرال الشهيد قاسم سليماني الذي كان يشرف مع الشهيد المهندس على عمليات التحرير، بل يقاتلان في الخطوط الأمامية، حتى صارا رمزاً وقدوة للمقاتلين وأيقونة النصر فيما بعد.
وفي 10 كانون الأول 2017، أعلن العراق تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم في صيف 2014، واستمرت معارك تطهير الأرض من براثن التنظيم الإجرامي لغاية يومنا هذا، إذ ما زالت القوات الأمنية بإسناد الحشد الشعبي توجه الضربات للخلايا الإرهابية النائمة.
وحول دور قادة النصر في معارك التحرير يقول المحلل السياسي صباح العكيلي “قائدا النصر كان لهما دور كبير في تغيير المعادلة التي رسمها الاحتلال، والذي كان يريد أن تطول المعركة الى سنوات، منوهاً بأنهما أعادا للقوات الأمنية المعنويات بعد حالة الانهيار التي مرت بها”.
وأضاف العكيلي لـ”المراقب العراقي” أنه “بفضل الخطط العسكرية والخبرة التي يتمتع بها الشهيدان المهندس وسليماني تحققت انتصارات الحشد الشعبي، وأصبح قوة لا يُستهان بها”.
وأشار الى أن “الشهيد الجنرال قاسم سليماني هو أول من وقف الى جانب العراق في محنته وساعده في حربه ضد الإرهاب دون مقابل، على عكس الدول العربية التي كانت تمد التنظيمات الإجرامية بالسلاح والمقاتلين”.
وأوضح أنه “ينبغي أن تُخلد ذكرى قادة النصر على مرِّ السنين نظرا لما قدموه من تضحيات جسيمة من أجل تحرير الأرض وحماية المقدسات، مشيراً الى أن ذكراهم ستبقى عالقة بأذهان الشرفاء والمجاهدين ويجب استمرار السير على نهجهم للدفاع عن الاوطان والأعراض والمقدسات”.
ولم يقتصر دور قادة النصر على رسم خطط التحرير والمشاركة في المعارك وإحباط وتدمير مشاريع أمريكا الإرهابية من خلال خططهم، بل كان لهم دور أبوي تجاه المقاتلين والعمل بشكل كبير على رفع معنويات المجاهدين في ساحات الجهاد، فجريمة اغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، لم تنجح في طمس إرث وتأثير القادة الشهداء، ولم تنجح بإخفاء طبيعة العمل الجبار الذي حققاه في محاربة الإرهاب على مساحة المنطقة، ورغم مرور خمس سنوات على استشهادهما ما زال العراقيون يستذكرون فضلهما الكبير على العراق الذي ينعم اليوم بالأمن والاستقرار.
وفي اليوم الثالث من كانون الأول عام 2020 اُستشهد الحاج أبو مهدي المهندس في هجوم إرهابي نفذته الطائرات المسيرة الأمريكية التي استهدفت السيارة التي كانت تُقله في مطار بغداد برفقة الفريق الشهيد قاسم سليماني وعدد من رفاقهما، وأعلن البنتاغون حينها أن الهجوم نُفذ بأمر من دونالد ترامب.
Read our Privacy Policy by clicking here