حوالي 3 ملايين مسن عراقي باتوا ليلتهم منزعجين.. استقطاعات الرواتب تعكّر أجواء المنازل

بات اكثر من مليونين و700 الف متقاعد عراقي، من المسنين وأصحاب الاعمار الكبيرة، ليلة سيئة، بل كانت بداية العام الحالي 2025 بداية غير مبشرة بالنسبة اليهم وقضوا اول أسبوع منه بين تأخير رواتبهم التقاعدية، ثم استلامها منقوصة.

ولأن الرواتب التقاعدية هي الشيء المحوري والرئيسي في حياة المتقاعدين في هذا المستوى من الاعمار الذي لم يعد لديهم شيء سوى انتظار المعاش التقاعدي، لذلك فإن أي شيء يخصه سيؤثر على مزاجهم وحياتهم بالمجمل، وهذا ما أكده الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين اكدوا أن اباءهم كانوا في مزاج سيء منذ الامس.

وبينما كان المتقاعدون يتسلمون رواتبهم في الأول من كل شهر جديد، الا ان تداخل أيام العطل وكذلك المعلومات عن نقص السيولة، تسببت بتأخر الرواتب حتى الخامس من الشهر الحالي أي يوم امس، وتم اطلاق الرواتب امس الاحد بعد الظهر، وبينما توجه المسنون والمتقاعدون لاستلام رواتبهم المتأخرة والإسراع بتلبية التزاماتهم، وجدوا أن رواتبهم مستقطعة بمستويات ليست اقل 12 الف دينار، وترتفع لتصل الى 60 الف دينار بحسب الراتب.

وجاءت هذه الاستقطاعات تطبيقا لقرار مجلس الوزراء، الذي شابه التلاعب و”خداع” الجميع، بجعل استقطاع التبرع لغزة بنسبة 1% وبشكل “تطوعي”، حيث ان الاستقطاع كان اجباريًا، ومن لا يريد التبرع ملزم بتقديم طلب، في حين ان فلسفة التطوع والتبرع يجب ان تكون بتقديم طلب التبرع وليس تقديم طلب الاستثناء من التبرع.

وبينما كان قرار مجلس الوزراء البدء باستقطاع الرواتب من تاريخ كانون الأول 2024، ولان رواتب المتقاعدين تطلق في الأول من كل شهر، لذلك لم يتسن لهيئة التقاعد استقطاع رواتب المتقاعدين في الشهر الماضي، مما دفعها لاستقطاع الرواتب هذا الشهر بنسبة 2%، أي للشهر الماضي والحالي دفعة واحدة.

وانطبق الاستقطاع أيضا على رواتب الموظفين الذين بدأوا استلام رواتبهم في وقت متأخر من هذا الشهر، وعمومًا تقدر الاستقطاعات من رواتب الموظفين ما قيمته 55 مليار دينار شهريًا، واذا ما تم احتساب الاستقطاعات مع المتقاعدين، فان اجمالي أموال الاستقطاعات ستبلغ بين 65 و70 مليار دينار شهريًا.

لكن المفارقة الاستثنائية، ان هذه الاستقطاعات جاءت بينما تؤكد الحكومة العراقية ان المساعدات الى لبنان وغزة متوقفة اساسًا منذ فترة، بسبب الأوضاع في سوريا، كما انها أساسا كانت متوقفة منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي.

وطالب المتقاعدون والموظفون بإيقاف استقطاع رواتبهم، فيما بدأوا بتداول رابط التسجيل على الاستثناء من الاستقطاعات لمنع استقطاع رواتبهم.

وربما يعتبر الكثيرون ولا سيما من غير المتقاعدين والموظفين ان الانزعاج “مبالغ به”، خصوصا بسبب النسبة القليلة للاستقطاع، لكن الكثير من المتقاعدين يؤكدون ان رواتبهم مقسمة ومحسوبة على أبواب معينة واي خلل او استقطاع سيؤثر على باب من الأبواب، فعلى سبيل المثال، فإن اقل استقطاع قد بلغ 12 الف دينار وهو مبلغ يكفي لـ2 كيلو من مقطعات الدجاج التي قد تكفي عائلة من 4 نفرات لمدة 3 أسابيع على الأقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here