7 يناير/ كانون الثاني 2025
كانت شذا الصباغ طموحة وتحب الصحافة حسب قول والدتها
,شيماء خليل
تحذير: هذه القصة تحتوي على تفاصيل مؤلمة.
قبيل حلول العام الجديد، قرّرت شذا الصباغ، ذات الواحد والعشرين عاماً، زيارة أحد المتاجر في جنين بالضفة الغربية المحتلة، وشراء الشوكولاتة لأطفال عائلتها.
كانت طالبة الصحافة “الشجاعة” – التي كانت ترغب في تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين – برفقة والدتها واثنين من أبناء أخيها وقريب آخر.
استدعت والدتها اللحظات الأخيرة قائلة: “كانت تضحك وتقول إنّنا سنسهر طوال الليل”، قبل أن تُصاب بطلقة نارية في رأسها.
مشهد شذا وهي تتألم، لم يبرح ذاكرة أم المعتصم، والدة شذا، التي لم تكفّ خلال حديثها عن التوقف لالتقاط أنفاسها.
قالت: “لقد كانت عينا شذا مفتوحتين على اتساعهما، بدا الأمر كما لو كانت تحدق في وجهي وهي مستلقية على ظهرها والدم يتدفق من رأسها”.
وأضافت أنها بدأت تصرخ “توقفوا عن إطلاق النار! ابنتي ماتت، ابنتي ماتت!”.
ومع ذلك، فإن إطلاق النار استمر لـ 10 دقائق تقريباً، ولفظت شذا أنفاسها الأخيرة وهي غارقة في بركة من دمائها.
حمّلت عائلة شذا قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن مقتلها، قائلة إنَّ منطقتهم خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
وأضافت أم المعتصم في حديثها لبي بي سي: “لا أحد سوى السلطة الفلسطينية، هم من لديهم هذا الوجود المكثف في حيّنا، لا يمكن لأحد آخر أن يغدو أو يروح”.
في المقابل، تلقي السلطة الفلسطينية باللوم على “الخارجين عن القانون”، وهو المصطلح الذي تستخدمه السلطة للإشارة إلى أعضاء كتيبة جنين، المكونة من مقاتلين من جماعات مسلحة تشمل حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
وتمارس السلطة الفلسطينية حكماً ذاتياً محدوداً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وقد أطلقت السلطة الفلسطينية عملية أمنية كبرى في مخيم جنين للاجئين الشهر الماضي، مستهدفة الجماعات المسلحة هناك، التي تعدها تحدياً لسلطتها. وبعد ما يقرب من أربعة أسابيع، لا تزال هذه العملية مستمرة.
وتتهم السلطة كتيبة جنين بتفجير سيارة في المخيم وممارسة “أنشطة غير قانونية”.
وقال العميد أنور رجب، الناطق باسم المؤسسة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية: “لقد صادرنا أعداداً كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة، والهدف هو تطهير المخيم من العبوات الناسفة التي زُرِعت في شوارع وأزقة مختلفة. لقد تجاوز الخارجون عن القانون كل الخطوط الحمراء ونشروا الفوضى”.
ويتهم العميد رجب إيران بدعم وتمويل الجماعات المسلحة في المخيم، فيما تنفي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أي صلة لها بإيران.
ففي مقطع فيديو نُشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، قال المتحدث باسم كتيبة جنين نور البيطار إنَّ السلطة الفلسطينية تحاول “شيطنتهم” و”تشويه صورتهم”، مضيفاً أن المقاتلين لن يتخلوا عن أسلحتهم.
وتساءل وهو يحمل شظايا يقول إنها لقذيفة صاروخية أطلقتها قوات الأمن على المخيم: “إلى السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد؟!”.