” هنــــــــــــــــــاك ” : قصة حوارية قصيرة جدا
بقلم مهدي قاسم
ــ كيف الوضع عندكم ؟
ــ أين بالضبط ؟ ..
هنـــــــــــــــــــــــــــــــاك ؟ ..
ــ .. أيا من هناك تقصد ؟.. فنحن أصبح عندنا الآن كثيرا من ال ” هناك ” ..
ـــ أقصد بــ هناك ــ حيث بؤر الاشتعال و الحرائق و الأعمال الوحشية مستمرة و محتدمة على طول الخط و امتداد الأزمنة ..
ــ تقصد في منطقة الشرخ الأوسع نزيفا دمويا ؟..
ــ نعم.. بالضبط هناك !.. فطالما أتساءل مع نفسي : يا ترى فهل تغير شيء ما ، على الأقل ــ نحو قليل من استقرار و أمان ، أعني في تلك البؤرة الملعونة بانفجارات براكينها الثائرة دوما ..
بعد صمت قصير و تأمل عميق :
ـــــ لا أظن !.,. بل ربما .. إن الوضع هناك لا زال أشبه ما يكون بعصا متسخة الأطراف و الأوساط و الجوانب ، بحيث أي طرف أمسكته تكون أصابعك قد تلطخت وتلوثت حتى المرفقين ..
ــ آه .. هذا ما كنتُ أتوقعه و أنا أسأل ! .. و أكاد اتكهن مسبقا بجواب مطلوب ، رغم فضولية سؤالي المُلّحة ..,
ـــ ولكن كل هذا لا يعني أنتم وغيركم ابرياء تماما من كل ما جرى و يجري ” هناك ” من فظائع رهيبة و شنيعة ..
ــ آه نعم .. مع الأسف عليَّ الاعتراف بأن هذا صحيح إلى حد ما.. ولكن مع ذلك عليّ أن أضيف إلى أنه لو لا تواطؤ كثير منكم ـــ سواء عن جهل أو نكاية ـــ لما جرى كل ما جرى لكم ..
ــ أعلم ذلك جيدا ، ففي نهاية المطاف ، نحن من أقوام عاطفيين جدا ، فيمكن من خلال عاطفتنا الجياشة هذه ، تحريكنا كالدمى إلى أية جهة كانت .. عموما نحن نستحق مصيرنا الكارثي بسبب ذلك..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط