ابتسام ابراهيم
دائما ألوم الاصدقاء حين يقررون النأي بأنفسهم عن النظام العشائري او ينسلخون منها تماما , كنت الومهم لان العشيرة سند وظهر يكفل لك الامن والأمان كما وصفها الامام علي عليه السلام(عشيرتك جناحك الذي به تطير)
اليوم وبعد سماع قصص ذوي الابرياء ممن طالتْ احبتهم يــُد الثأر عرفت ان أي نزاع بين اثنين لا يستطيعان اثبات شجاعتهما إلا بالأسلحة سوف يكون ضحيته خيرة شباب العشيرة من مدنيين ومثقفين ممن حلموا بمجتمع افضل وسعوا السعي لإيجاده
حوادثٌ جعلتني اصابُ بالخيبة من نظام يفترض به حفظ المال والرجال والأعراض فالكثير من شبابنا الواعي قتل غدرا في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل وترك خلفه اطفال لا يفقهون من حكم الثأر شيئا
لا يسعني الخوض في تفاصيل الثأر فلستُ شيخاً او رئيس فخذ لكنني اعرف مسألة الثأر في مصر عند الصعايدة حين يتتبعون القاتلَ سنوات عدة حتى يظفروا به وان لم يجدوه يقتلون احد اولاده .. لكنهم أي -الصعايدة- لا يتعدون الى عمه او قريبه من الدرجة السابعة عشر كما يحدث عندنا في العراق, وهذا يعد مخالفة لقول نبينا الاكرم (ص) : (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) أي القاتل نفسه وليس ابن العشيرة
لذا ومن منطلق إسلامي وأخلاقي ولاني ابنة هذه الاعراف والتقاليد وجهت ندائي الى آبائي وإخوتي ممن يضطلعون بمهام العشيرة الشاقة ان لا تقتلوا بريئاً ولا تتسببوا بيتم طفل
لا تروعوا النسوة الآمنات بحرق بيوتهن , فإذا كانت الشجاعة والرجولة هي حمل السلاح فأرجو ان تعلموا إني كامرأة تعلمتُ استخدام السلاح من والدي في سن الخامسة عشر (يعني مو فد شي تعرف ترمي طلقات)
لا تقتلوا شاباً يقفُ على باب بيته ولم يودع أمه او طفلته , شابا جعلته الاعراف عرضة لرصاصكم وإلا سترون الكثير من خيرة شبابكم ينسلخون من العشيرة ويفضلوا البقاء مستقلين لان الابرياء لا يسببون مشاكل وبقاؤهم بينكم يعرض حياتهم وحياة أطفالهم للخطر.
أختكم وابنتكم