يا أمة ضحكت من سلوكها الأمم!!

زمننا المعاصر يكشف لنا حقائق دامغة كانت مجهولة أو مدثرة بالتضليل والإفتراء والتمويه والأكاذيب المتراكمة المتفاقمة.
فاليوم نعيش في عالمٍ لا ينستر فيه شيئ مهما إجتهد أصحابه المنتفعين منه , زمن سقطت فيه الأقنعة والباروكات الحجابات والأستار , وما عاد الواقع مبرقعا بل مجردا من الثياب والتزويقات.
والواقع العربي إنكشف على حقيقته , وتبين أن كل حركة وحزب وما شابه من صنع الآخرين , الذين يستثمرون بأبناء الأمة المغرر بهم لإقامة حزب أو حركة أو ثورة أو نظام الحكم , فلا يوجد ما هو أصيل في مجتمعات الأمة بأقطارها ودولها وأوطانها.
فما هو قائم وحاصل فيها من صنع الآخرين , وبعبارة أوضح , مستورد ومعبأ بقارورات متنوعة ومغلف بأغلفة جذابة تخدم المصالح المطلوبة والتطلعات المحسوبة.
وما الشعارات البراقة والإنتصارات العنترية والخطب الرنانة , إلا أكاذيب وخداعات لإمتهان الناس وسوقهم إلى سوح الوغى والويلات , بإرادتهم المصنعة والمبرمجة لتنفيذ الأجندات وهم في غفلتهم منطلقون.
لا يوجد حزب أصيل في مجتمعات الأمة مهما إدّعت وتبجحت وأنجزت وقالت وفعلت , فالأحزاب من صناعة الآخرين الذين يعدونهم ويدربونهم ويجهزونهم ويمولونهم ويتعهدونهم بالرعاية والحماية , وحالما ينتهي دورهم يدوسونهم بأقدامهم أو يلقونهم في سلال المهملات , بعد أن فقدوا صلاحيتهم للإستعمال.
وهذا التعري والوضوح يفسر لماذا تأخر العرب وسبقهم مَن كان وراءهم بعقود عديدة , فهم من أول الأمم التي نهضت قبل الحرب العالمية الأولى , بل أن نهضتهم إنطلقت مع ثورة محمد علي في مصر , لكنهم أمعنوا بالتراجع والتقهقر وما تواصلوا كما توجب إرادة التحقق والرقاء , وأصبحوا وراء مَن كان خلفهم , ولا يزالون يتعثرون ويتمرغون بضعفهم ويتصارعون فيما بينهم , ولا يمكن تفسير ذلك بقناعة وسببية منطقية معقولة إلا لأنهم ينفذون أجندات الطامعين بهم.
ولا يوجد تفسير آخر مهما إجتهد أصحابه أن يأتي بجواب مقنع , فلكل علة دواء تستطب به , ولكن الطبيب عليل فكيف يمكن التطبيب.
نعم إن العلة في المحقونين بأمصال التعادي والعمل ضد بعصهم البعض , فهم يكشرون أنيابهم وينشبون مخالبهم في وجوه بعضهم , ويتشكون ويولولون ويتبجحون , وهم الفاعل والمفعول به وكأنهم يظنون!!
د-صادق السامرائي
1\9\2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here