محمد الشرع يتحدث كرجل دولة !
بقلم مهدي قاسم
في مقابلة معه ـــ ضمن حوار بودكاست ــ بث صوتي ـــ أجراه معه صحفي أردني تحدث محمد الشرع قائلا :
بالنسبة له فقد آن الأوان أن ينتقل بتفكيره من رجل ثورة إلى تفكير رجل دولة ، مشيرا ــ مامعناه ــ إلى أنه مع سقوط نظام بشار الأسد ، فقد انتهت مرحلة الثورة والمظاهر المسلحة ، لتبدأ مرحلة البناء والتطوير وتقديم الخدمات ، وبالتالي فلا ضرورة لوجود تنظيمات مسلحة خارج مؤسسة الجيش والقوات الأمنية الشرعية ، و لهذا السبب بالضبط جرت عملية حل كل المجاميع و التنظيمات المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام و غيرها و دمجها في المؤسسة العسكرية السورية الشرعية ، وهذا ما جرى بالفعل وأنتهى الأمر على هذا الصعيد ، لينُصب الاهتمام بتقوية مؤسسات الدولة و تشغيل مرافقها ، ضمن التعجيل بعمليات و مشاريع بناء و استثمارات محلية وأجنبية ..
ولكي يحصل على مصادر ذلك ، فيسعى الشرع إلى تقوية العلاقات مع البلدان والحكومات الخليجية وعلى رأسها السعودية ، في الدرجة الأولى ، للحصول على مقومات ومصادر الدعم المالية و السياسية ..
وهنا يجب القول أو التعبير عن الاعتقاد بإن محمد الشرع بسعيه لتقوية العلاقة مع الحكومة السعودية تحت رعاية الرجل الإصلاحي و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، فانه سيضطر الى قطع العلاقة مع ماضيه الإسلامي المتطرف والإرهابي القديم في كل الأحوال ، ليقود نظاما إسلاميا معتدلا قد يكون أقرب إلى نظام أردوغان الإسلامي ..
الأنظمة الخليجية بشكل عام تنفر من الأحزاب السلفية أو الإخوانجية ناهيك عن التنظيمات الإرهابية .
فهو ــ أي الشرع ــ يبدو سياسيا ذكيا و متفهما لشروط ومتطلبات السياسة العصرية في عدم إثارة عداوات بلطجية مع الجيران بدون معنى أو نصر محقق كما أنه على بينة تماما من أمر كيف يكون صاحب سلطة قوية ، دون لجوء إلى أعمال عنف وتنكيل ، من خلال الانفتاح السياسي ضمن اعتدال إسلامي عصري ، فضلا عن : تنشيط التنمية الاقتصادية ومن ضمنها حركة الأسواق الحرة ، إضافة إلى الاستثمارات في مختلف المشاريع ، و هذه ستكون عوامل مساعدة على الاستقرار التدريجي في مجتمع مرن ــ كالمجتمع السوري ــ ذي حس تجاري عميق بالفطرة في كيفية جمع المال وتطوير الحالة الاستثمارية ، إلى جانب تدّين معتدل ، بعيدا عن مظاهر تطرف أو مغالاة ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط