الدكتور فاضل حسن شريف
عن موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للشيخ باقر شريف القرشي: قوله عز من قائل “وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ” (الأعراف 159) دلّت الآية الكريمة على أن كوكبة من قوم موسى يدعون إلى الحقّ وبه يحكمون، وقد أشار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذه الكوكبة في حديثه مع رأس الجالوت وأسقف النصارى، فقد قال لهما، (إنّي سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما ولا تكتماني، يا رأس الجالوت، بالّذي أنزل التّوراة على موسى، وأطعمهم المنّ والسّلوى، وضرب لهم في البحر طريقا يبسا، وفجّر لهم من الحجر الطّوريّ اثنتي عشرة عينا، لكلّ سبط من بني إسرائيل عين إلاّ ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟). فقال رأس الجالوت،”وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ” دلّت الآية الكريمة على أن كوكبة من قوم موسى يدعون إلى الحقّ وبه يحكمون، وقد أشار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذه الكوكبة في حديثه مع رأس الجالوت وأسقف النصارى، فقد قال لهما، (إنّي سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما ولا تكتماني، يا رأس الجالوت، بالّذي أنزل التّوراة على موسى، وأطعمهم المنّ والسّلوى، وضرب لهم في البحر طريقا يبسا، وفجّر لهم من الحجر الطّوريّ اثنتي عشرة عينا، لكلّ سبط من بني إسرائيل عين إلاّ ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟). فقال رأس الجالوت، فرقة واحدة. وشجب الإمام قوله، (كذبت والّذي لا إله إلاّ هو، لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة، فإنّ الله يقول، ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه الّتي تنجو).
جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: موسى وهارون عليهما السلام: قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: “قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ” (لأعراف 143). إن مثل هذا السؤال المنكر لا يحصل إلا من الجاهلين فكيف تفسرون صدوره من موسى عليه السلام. الجواب:بسمه تعالى: هذا يراد به النظر المعنوي او القلبي وليس النظر المادي. وما يصدر من الجاهلين هو طلب النظر المادي لا المعنوي. كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنه لا تراه الأبصار ولكن تراه القلوب بحقائق الأيمان. أو كما قال ابن الفارض: فامنن ولا تجعل جوابك: لن ترى.
وعن كتاب أصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: العقل منشأ المسؤولية دائم: ولا يجنون من عقلهم إلا تحمل المسؤولية واللوم والتقريع، ثم الندم عند الوصول للنهاية المرة حين لا ينفع الندم. وكلما كان الضرر أكبر وأفظع كان اللوم والتقريع والندم أشدّ وأعظم. ولو أنهم فقدوا العقل حقيقة لكان خيراً لهم، حيث لا مسؤولية، ولا لوم، ولا تقريع، ولا ندم. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (استرشدوا العقل ترشدو، ولا تعصوه فتندموا). وفي حديث حمدان عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: (صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله). وفي حديث عبد الله بن سنان قال: (سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام، فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الله ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم). وتصديق ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ حيث يقول: “إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ البُكمُ الَّذِينَ لاَ يَعقِلُونَ” (الانفال 22). وحين يقول: “وَلَقَد ذَرَأنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِن الجِنِّ وَالإنسِ لَهُم قُلُوبٌ لاَ يَفقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أعيُنٌ لاَ يُبصِرُونَ بِهَا وَلَهُم آذَانٌ لاَ يَسمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأنعَامِ بَل هُم أضَلُّ أُولَئِكَ هُم الغَافِلُونَ” (الاعراف 179). إلى غير ذلك.
وعن كتاب من عنده علم الكتاب للشيخ جلال الدين الصغير: ان المروية الآتية التي تروى عن عبد الله بن الوليد السمان بطرق متعددة، و بأجزاء متفرقة أذكر منها صحيحة محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن عبد الله بن وليد السمان، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى. الخبر، وصحيحة محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين عليه السلام. الخبر، وفي مرفوعة الاحتجاج إلى محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام. الخبر، وفي المرسلة المؤيدة بالصحاح المارة أحمد بن محمد، عن البرقي، عن رجل من الكوفيين، عن محمد بن عمرو قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين عليه السلام وعيسى وموسى أنهم أعلم؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولي العزم أحدا، قال: أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم، قال: قلت: وأين هذا في كتاب الله؟ قال: إن الله قال في موسى: “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَة ” (الاعراف 145) ولم يقل كل شئ، وقال في عيسى: ” وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ” (الزخرف 63) ولم يقل كل شئ، وقال في صاحبكم: “كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” (الرعد 43). وقريب منها وبتفصيل أكثر: صحيحة سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول في علي وموسى وعيسى؟ قلت: ما عسى أن أقول فيهم؟ قال: هو والله أعلم منهما، ثم قال: ألستم تقولون: إن لعلي ما لرسول الله من العلم؟ قلت: نعم، والناس ينكرون. قال: فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى: “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ” (الاعراف 145) فعلمنا أنه لم يكتب له الشئ كله. وقال لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: “وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ” (النحل 89) قال: فسئل عن قوله: “قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” (الرعد 43) قال: والله إيانا عنى، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط