وداعاً أبا ياسر … الإعلامي المفوّه كريم بدر

د. رمضان مهلهل

وداعاً أيها الغيور … وداعاً أيها الصوت الصادح بالحق … وداعاً يا مؤرِق الفاسدين والخونة وباعة الأوطان … عشتَ جبلاً أشمّ ورحلتَ عنا هكذا … مرفوع الهام، نقيّ السريرة، طاهر الذيل، قويّ الكلمة، بارع المناورة حتى مع ألدّ الخصوم … رحلتَ ومازالت كلماتك يتردد صداها في خلجات نفوسنا …
حملتَ هموم العراق كلها على عاتقك وجعلتَ تدافع عنه بالكلمة والحجة والبرهان … كنتَ المؤيد إلى ضرورة إلحاق العراق بطريق الحرير من أجل مستقبل أجياله القادمة …
لم تأخذك في مقارعة الفاسدين لومة لائم … وُلدتَ لكي تتصدى لهم، مهما كانت خلفياتهم الحزبية أو الوظيفية، بكل ما أوتيت من جَلَد وطول أناة، بما تمتلكه من لسان ذلق يصدح بالحق في معظم المحافل الإعلامية…
مَن لنا بَعدك؟ من لنا بعد أن غيّبَك الردى هكذا بطرفة عين … كنتَ وحدك ماكنة إعلامية قلّ نظيرها … حاربوك حتى في صفحتك على فيسبوك، تُحظَر أحياناً أو يُقطَع عليك البث المباشر، لكنك لم ترفع الراية البيضاء، فأوصلتَ صوتك إلى الملايين من متابعيك الذين اتشحت قلوبهم بالسواد برحيلك المفاجئ هذا…
نم قرير العين أستاذ كريم … ولنبقَ نفتّش بين قنوات “الحاجة بربع” علّنا نجد فيها ولو نصف كريم بدر أو حتى ربع كريم بدر! لكن ألف هيهات أن نجد صنوك … فأنت، المعجون بطين العراق وترابه ومائه، نسيج وحدك … أنت كريم بدر، الواحد الذي لا يجود الدهر بمثله في هذا الزمن الأغبر …
رحمك الله، أبا ياسر، نقولها بمرارة الفاقدين، ولا شيء لنا سواها!!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here