من وجهتي نظر عاطفية و نقدية عقلانية
بقلم مهدي قاسم
إذا نظرنا إلى مسألة ” حرب غزة ” من وجهة نظر عاطفية مجردة ومشاعر عربية جياشة معهودة ، فيمكن القول إن ” غزة ” صمدت و انتصرت ، وذلك لأنها لم تُباد عن بكرة أبيها ..
فالنسبة للبعض يُعتبر هذا الأمر بحد ذاته انتصارا !..
أما إذا نظرنا إليها من وجهة نظر نقدية وعقلانية فأن جسامة وضخامة الخسائر ــ لا سيما منها البشرية ــ كارثية مريعة ، و كذلك الخسائر المادية هائلة على صعيد دمار المباني السكنية و البنى التحتية ، بحيث لم تعد غزة ، تلك ال ” غزة ” القوية بإدارة سلطتها و ترسانة أسلحتها التي دُمرت بشكل ، بحيث لم يُعد يشكل بعد تهديدا خطيرا أو مباشرا مثلما سابقا ..
طيب .. فبهذا المقدار عن هذا الانتصار !..
بالمناسبة : أنا اتفق مع الذين يقولون أن إسرائيل فشلت في القضاء على حركة ” حماس ” قضاء ساحقا و نهائيا حاسما ..
ولكن .. في نفس الوقت :
ينبغي التأكيد على إن إسرائيل ــ أصلا ــ لا تستطيع القضاء على حركة ” حماس ” ، و ذلك و بكل بساطة ، لكون عناصر حركة ” حماس ” ليست عبارة عن جيش نظامي واضح الوجود والمعالم و الملامح ، يمكن مواجهته والانتصار عليه في جبهة مواجهة واضحة و شاخصة .. إنما هم مقاتلون مموهون وسط مئات آلاف من المدنيين …
، إذن فكيف يمكن فرزهم واحدا واحدا للقضاء عليهم حتى آخر عنصر ؟.
الهم إلا في حالة واحدة إلا وهي : القضاء على آخر مدني غزاوي !..
فهذا شيء مستحيل حتى ولا يمكن تصوره قطعا ..
أما معنويا فأنها الأسوأ في واقع الحال ، لأن القضية الفلسطينية ــ إذا شئنا أم أبينا ــ ستُضع على الرف لتراوح في مكانها لأمد بعيد بين تسويف و تأجيل ، و بين تصريحات وتكهنات و تسويات وهمية ..
هذا دون أن نذكر ما يسمى ب” محور المقاومة ” الذي خرج من ساحة الصراع نهائيا و إلى الأبد ..
بعد هذا …
و إذا كل هذا يُشكّل انتصارـ ــ حسب تصور البعض..
طيب فليكن انتصارا ..
و ألف مبروك !!..
هيم محمد
Read our Privacy Policy by clicking here