الاتفاق الإيراني الروسي

الاتفاق الإيراني الروسي، نعيم الخفاجي

تابعت مانقلته وسائل الإعلام العالمية، هذا اليوم، حول، زيارة الرئيس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى جمهورية روسيا الاتحادية العظمى، واجتماع الرئيسين مسعود بزشكيان والرئيس بوتين في العاصمة الروسية موسكو، حيث تم عقد قمة ثنائية جمعت مسعود بزشيكان، مع نظيره الروسي، القيصر فلاديمير بوتين، وتم توقيع معاهدة تعاون في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد وتبادل الخبرات.

زيارة بزشكيان، لموسكو جائت قبل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بثلاثة ايام فقط، روسيا وإيران تجمعهم مصالح اقتصادية وعسكرية، وايضا خسر الطرفين حليفهم الوحيد من الرؤساء العرب السائرين مع المعسكر السوفيتي السابق، وهو الرئيس السوري بشار الأسد، روسيا وايران خسروا حليف وصديق لهم، بظل وصول جماعات إرهابية تكفيرية للحكم في سوريا.

بغض النظر عن تطمينات المجاميع الإرهابية التي باتت تحكم سوريا، حول بقاء القوات الروسية في موانئ الساحل السوري، حيث توجد آخر قاعدة إلى البحرية الروسية خارج أراضيها في سواحل شرق المتوسط.

روسيا والصين دول عظمى، لديهم علاقات وتبادل دبلوماسي مع اسرائيل، قد البعض يعتقد ان بوتين او

شين جين بينغ لديهم معتقدات دينية ايدلوجية، في معاداة بني صهيون، الدول الكبرى اختلافاتهم تكون على مناطق النفوذ، وبالاخير يتوصلون إلى حلول سياسية، الحمد لله لا توجد، دول عربية وإسلامية، من ضمن القوى العظمى، تخيلوا لو كان، توجد، دولة عربية او دولة اسلامية، قوة عظمى تملك، أسلحة نووية، وحق النقض الفيتو، ليوميا تم تهديد دول العالم في استعمال السلاح النووي، أو دفع الجزية، وأخذ نساء المشركين سبايا وجواري.

الشعب الإيراني قريب في التقاليد الاجتماعية والثقافية، من شعوب آسيا الوسطى والقوقاز وأبناء أقاليم، دولة روسيا الاتحادية، بل الكثير من الإيرانيين يعيشون في تلك المناطق منذ مئات السنين، وهناك آلاف من رجال الأعمال الإيرانيين يعيشون في الهند وجنوب شرق آسيا، ومرحب بالايرانيين بين أبناء تلك الشعوب.

مشكلة ايران انها غير مرحب بها لأسباب مذهبية بالدرجة الاولى بين أوساط الشعوب العربية السنية، والمصيبة النظام الإيراني الإسلامي يتبنى قضية العرب الخاسرة ( فلسطين) والتي باعها أهلها العرب ومحيطهم الإسلامي السني.

وللأسف قتل مئات آلاف المواطنين العرب الشيعة بسبب تبني إيران دعم قضية الشعب الفلسطيني، وأصبح الشيعي البحريني واليمني والعراقي واللبناني والسوري عندما يشارك في إدارة تلك البلدان، يصبح ان ايران تحتل عواصم تلك الدول العربية، الحقيقة ابتلي، الشيعة العرب بلاء كبير، تعرضوا للقتل والذبح والتهميش والاضطهاد، بسبب تبني إيران قضية فلسطين الخاسرة التي باعها أهلها العرب ومحيطهم السني.

عندما كنت سجين في السعودية، تم نقل صديق لي، مريض إلى مستشفى حفر الباطن، العسكري الحرس الذي ذهب معه للمستشفى، بالطريق دار حديث، السعودي قال إلى صديقي المريض، والله انتم ناس طيبين لكن مخربيكم( حسن وحسين) هههههه يابا شلون مخربينا، هههههه، هذا العسكري البدوي قال له بمعنى انتم بسبب تشيعكم إلى ال البيت ع نكرهكم.

الشعوب العربية طائفية، الجولاني السفياني حكم سوريا، فيالق النواشيط السنة الطائفيين العراقيين باركوا ذلك، ولم يطلبوا حكم سوريا في دولة مدنية مثل مايصرخون ليل نهار بالعراق يريدون دولة مدنية وتكنوظراط، وكفاءات….إلخ.

هذه المطالبات اختفت في سوريا، بل في حسابات فلول البعث وهابي يعني( سنة العراق) باتوا يضعون صور احمد الجولاني السفياني بحساباتهم حتى تحاورت مع أحدهم اليوم كنت اظنه سوري، قلت له مادخلك بالعراق انت سوري، قال لي انا عراقي من سامراء ههههه يعني هؤلاء سنة العراق واعني واجهات الإرهاب والتعصب هم الذيول الحقيقين بالعراق المرتبطين مع أردوغان ومع الجولاني السفياني ومع مشايخ الوهابية لدول البداوة، نعم هذه هي الحقيقة.

كلنا نتذكر تصريحات العبد الصالح الحاج جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في حكومة أوباما، قال في يوم توقيع الاتفاق النووي اتصل بنا الملك السعودي وعرض علينا الأموال في إلغاء الاتفاق النووي مع ايران.

خروج ترامب من الاتفاق، كان هدفه حلب أبقار الخليج، والدليل لم يشن ترامب حرب مواجهة عسكرية ضد إيران، قبل أيام عقدت الجولة الثالثة من الحوارات بين إيران والـ ترويكا الأوروبية ومساعد منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لبحث إمكانية آليات العودة لطاولة التفاوض حول الملف النووي، وإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي وقع في إدارة أوباما في عام 2015، والعمل على إنهاء العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران.

الرئيس الاصلاحي الإيراني مسعود بزيشكيان لديه رغبة في الانفتاح على دول الغرب وآسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا وأفريقيا وحتى مع الدول العربية، لكن الدول العربية يبغضون إيران مذهبيا، نعم هذه الحقيقة التي يحاول الكتاب والصحفيين العرب من محور المقاومة عدم الإشارة إليها، ويرفضون تنبيه اصدقائهم من قادة الجمهورية الاسلامية بهذه الحقيقة، بل يكذبون عليهم بالقول ان غالبية الشعوب العربية تشيعت بسبب مواقف إيران في تبني القضية الفلسطينية، وهذه كذبة كبرى.

قبل أيام مسعود بزيشكيات أعلن عن استعداده لفتح حوار مع الامريكان، وهذا بحد ذاته موقف ايجابي،

بلا شك التوقيع الذي وقعه بزيشكيان وبوتين في الاتفاق الاستراتيجي بين روسيا وايران، مفيد إلى إيران، بأن معها دولة عظمى حليفة، يفترض، أن إيران توقع اتفاقيات تعاون مع الصين وجمهوريات آسيا الوسطى ومع جنوب شرق اسيا، ومع شعوب الدول الأفريقية الغير عربية، أفضل مليار مرة من التوسل بالعرب والتذلل إليهم وتبني قضيتهم قضية فلسطين الخاسرة.

تخيل معي، لو إيران تخلت عن تبني قضية فلسطين، وتنفتح على شعوب القارة الافريقية، في المجالات الاقتصادية والتعاون الثقافي، تربح إيران مئات مليارات الدولارات، بل ويتشيع عشرات ملايين الافارقة، بينما ايران قدمت التضحيات بالاموال، والعقوبات، وقتل ملايين الشيعة العرب بحجة أن هؤلاء الشيعة العرب عملاء إلى ايران، ولم يتشيع من العرب سوى أصحاب الفكر وهم عدة مئات من الاشخاص، بينما لو إيران اتجهت نحو شعوب آسيا الوسطى والهند وجنوب شرق آسيا وشعوب القارة الأفريقية، لانتشر الإسلام وفق مذهب ال البيت ع بين أبناء تلك الشعوب.

للأسف إيران بقت متمسكة في تبني قضية تحرير الغِدس، والمسجد الأقصى، المصيبة الكبرى ههههه ان هذا المسجد الأقصى ليس المسجد الذي روج له المسلمين أنه، مسرى النبي محمد ص، ورب الكعبة ورب هارون وموسى وعيس يسوع، أن هذا المسجد الموجود في القدس، بناه زير النساء الامازيغيات( عبدالملك بن مروان)، فتح فلسطين تم بزمن عمر، وعمر لم يبني المسجد الاقصى، بل أخذ مكان كنيسة في بيت لحم واقام عليها مسجد، ولازال مسيحيين فلسطينيين يتظاهرون، ليومنا هذا، في عائدية هذا المسجد بأنه كنيسة لهم ههههه وشاهدت هؤلاء المتظاهرين عبر شاشة قناة الجزيرة الفضائية، ربما المسجد المقصود مسرى الرسول محمد ص، هو الموجود في بيت لحم، لأن عمر بن الخطاب قام بهدم الكنيسة لإقامة مسجد عليها، بينما زير النساء الامازيغيات عبدالملك بن مروان بنى مسجد على أرض متروكة، وحتى عمليات التنقيب عن الآثار، لم يجدوا أدلة، في وجود كنيسة للمسيح أو معبد لليهود في جوار أو في المسجد الاقصى، لذلك اقولها وبثقة أن المسجد الأقصى الموجود في الغِدس كذبة ابتدعها الأمويين، واتباع ابن تيمية وعبرت على عامة المسلمين.

من مصلحة إيران إعادة النظر في قضية تبنيها لقضية فلسطين الخاسرة، والاتجاه نحو روسيا والصين والهند وشعوب أفريقيا، وأوروبا واعادة الحوار والعلاقات مع أمريكا، وترك قضية تبني قضايا العرب للأبد، لايوجد سبب عقائدي يلزم إيران في تدمير شعبها وتدمير الشيعة العرب لأجل قضية فلسطين التي باعها العرب ومحيطهم الإسلامي السني، لا يوجد مسجد ولا ضريح شيعي مقدس تحتله إسرائيل وأمريكا، بل اضرحة ائمة ال البيت ع في البقيع قام ال سعود في مسحها بالارض، مضاف لذلك المسجد الأقصى الحالي بناه مغتصب نساء الامازيغ عبدالملك بن مروان فلذلك نأمل من القيادة الإيرانية إعادة النظر، ولا داعي تبني قضية باعها أهلها ومحيطهم الإسلامي السني، واجبي اكتب واطرح ارائي بشكل واضح، لعله الإخوة في الجمهورية الإسلامية، يستفيدون من الأفكار التي انا اطرحها، والاهتمام بالشعب الايراني وتوفير حياة كريمة ومحترمة للمواطن الإيراني المحب للحياة المدنية الهادئة والسعيدة، حتى وجوه شباب وشابات الشعب الايراني، وجوه جميلة، يستحقون العيش في سلام ورفاهية وتعاون مع شعوب أوروبا وآسيا وأفريقيا، والعمل على ترك المراهنة على العرب، العرب اموات، ومن أكبر الكبائر عند الله بقاء الجثة متروكة، إكرام الميت دفنه،لذلك العرب بحكم الأموات، يجب التعجيل في دفن الأموات منهم وهم الغالبية، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17/1/2025

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here