تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد ( 22 ) سنة من احتلاله والانجازات التي تحققت بفضل الاحتلال الامريكي ؟

الكاتب : د . خالد القرة غولي

حالة الرعب والخوف والفزع والهلع المباشر بدء يدب في جميع الشخصيات السياسية العراقية كافة من خلال كلماتهم وخطاباتهم المتشنجة يخاطبون بها خصومهم أبناء الشعب العراقي , من الأكراد والسنة والشيعة العرب وجميع شرائح وأقليات المجتمع العراقي ؟
الأول .. بسب التظاهرات والاعتصامات المليونية التي شهدها بلد العراق وفي عدد كبير من مناطقه لأنهم يعرفون أن هذه الحرب باتت وشيكة .
الثاني .. الخوف من المصير الأسود الذي ينتظرهم في حال قيام ثورة شعبية في العراق ؟ هذا العام الجديد (( 2025 )) أو انتخاب وتشكيل حكومة وطنية تتولى محاسبتهم , وقد بدأنا نشاهد طلائع هؤلاء تتدفق إلى العواصم الأوروبية ، وخاصة لندن ، حيث أموالهم واستثماراتهم التي نهبوها من العراق , وحيث عائلاتهم التي لم تغادر لندن أساسا لأنها لا تطيق العيش في العراق الجديد , الذي لا يناسبها ولا توجد فيه الكماليات اللازمة للاستمتاع بالمليارات التي نهبت من ثروات أبناء الشعب العراقي في اكبر عملية فساد في تاريخ المنطقة ، وربما العالم بأسره , السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس العراق السابق اعترف ، وبشكل صريح ، في إحدى المقابلات الصحافية ، وهو اعتراف نادر على إي حال ، بان النخبة العراقية الحاكمة فشلت في أقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات الشعب العراقي بسبب خلافاتها الداخلية والشخصية المتفاقمة , 22 سنة جاءت بعد الاحتلال البغيض الملعون ، التي يمكن إن تكون الأخيرة فعلا ، والعراق دون حكومة رغم الوساطات والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان الذي تمخض عنها لم يعمل شئ للعراقيين ، ولم يتم إصدار قانون بحق المساكين , وبالتالي رئيس للجمهورية لا يعرف ماذا يعمل غير لكردستان , ولا يلوح في الأفق أي مؤشر عن قرب التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بين بغداد وكردستان والمناطق الغربية العراقية , القوات الأمريكية انسحبت من العراق ، وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم الأمريكي ، وباتوا مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ، ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها ، ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم , ولا هم رحلوا مع مستخدميهم الأمريكيين مثل نظرائهم الفيتناميين او بعضهم ، أو حتى الفلسطينيين الذين أجلاهم الإسرائيليون بعد الانسحاب من غزة ؟ نفهم ، ولا نتفهم ، ان لا يستوعب رجال الخيانة والعمالة والرذالة هؤلاء وزعماؤهم , ( خاصة من قادة بعض العشائر ) ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكريا وسياسيا ً , الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بان جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيرا حالك السواد ، بعد تخلي المحتلين عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم إن يقع في هذه الخطيئة سياسيون ورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة وخريجو جامعات غربية أو حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية.
تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد 22 سنة من احتلاله , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال ؟ وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين والأمريكيين وثرواتهم في المقابل .. ؟
يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم بأنهم أطاحوا بنظام الطاغية صدام حسين حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك خمسة ملايين يتيم ، ومليون أرملة , ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد داخل العراق وخارجه ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة , إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل ، وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء فهل يعقل أن العراق الذي يعد ثاني دول العالم من حيث الاحتياطات النفطية لا تزيد مدة إمدادات الكهرباء , فيه عن أربع ساعات يوميا وفي صيف ترتفع درجة الحرارة فيه إلى خمسين درجة مئوية , عند غزو العراق ، كان هناك حصار، ورغم ذلك كانت هناك كهرباء وماء وجامعات ، ودولة مركزية إقليمية مهابة من الجميع ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي ، ولا تنظيم القاعدة ولا ابن بطاط ولا رهط المليشيات الكرام .
فهل تعترف البقية الباقية من دكاترة العراق بهذه الحقائق علنا , نأمل أن نرى صحوة حقيقية في أوساط العراقيين ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصا ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ، ولكننا نخشى من أمر واحد وهو إن تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية ,,
ولله – الأمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here