استراتيجيات تشجيع الطلبة على أستخدام مهارات التفكير النقدي
ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – جامعة شط العرب – البصرة
تاليف: ديبورا أندروس Deborah Andrus
أستاذة اللغة الأنكليزية – كاليفورنيا (2023)
مع تعاظم المعلومات في وقتنا الحاضر وضخامتها أصبحت القدرة على التفكير النقدي مهارة منسية ، غير أن مثل هذه المهارات تمكّن الطلبة من تحليل المعلومات وتقييمها وتطبيقها فضلا عن تعزيز قدرتهم على حل المشكلات المعقدة وأتخاذ قرارات مستنيرة. ولكن كيف يتسنى لنا تجسير هذه الهوة؟
علينا نحن التربويين أن نستخدم المزيد من الأستراتيجيات التي تعزز التفكير النقدي لدى الطلبة. والأستراتيجيات السبعة في أدناه كفيلة بمساعدة الطلبة على تطوير مهارات التفكير النقدي علما بأنه يمكن تكييفها لسائر الطلبة بالأستعانة بالتربويين المؤهلين.
1. تشجيع طرح الأسئلة: يعتبر الفضول المعرفي أحد الأعمدة الأساسية للتفكير النقدي، لذا لابد من تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة المتعلقة بالمواد الدراسية وتحدي الأفتراضات الموجودة. وينبغي خلق بيئة سليمة وداعمة يشعر فيها الطلبة بالأطمئنان لدى التعبير عن أفكارهم وآرائهم. ولأن مثل هذا الأمر يؤدي الى أيلاء الأهتمام لطبيعتهم التواقة الى المعرفة فالنتيجة المتوقعة هي تحفيز التفكير النقدي وتمكين الطلبة من التحري عن وجهات نظر مختلفة.
2. تشجيع المناقشات: من الضروري أشراك الطلبة في حوارات هادفة تتطلب دراسة وجهات نظر متباينة. عليه لابد من تشجيع الماركة الفعالة والأصغاء المتسم بالأحترام والنقد البناء. ويتطلب الأمر طرح مواضيع جدلية ومعاصرة وتمكين الطلبة من تحليل الحوارات وتقديم القرائن ومن ثم بلورة استنتاجات خاصة في أطار بيئة تعليمية سليمة. من جانبهم يسعى الطلبة من خلال المشاركة في خطابات فكرية الى تحسين مهارات التفكير النقدي في ذات الوقت الذي يعززون قدراتهم على طرح آرائهم وأفكارهم والدفاع عنها. ويتطلب الأمر أحيانا قيام التدريسي بتحفيز الطلبة المترددين على التحدث من خلال مساعدتهم في جزء من الحملة المطلوبة ليكمل الطالب الجزء المتبقي.
3. كيفية تقييم المعلومات: في عصرنا الحالي الذي يعج بمعلومات لاحصر لها يتعين تمكين الطلبة ليكونوا قادرين على تقييم مصادر المعلومات مما يحتم تعليمهم كيفية تقييم مصداقية المعلومات وبيان التحيز ومدى صلة تلك المعلومات بالموضوع. كما ينبغي تعليمهم كيفية استعراض العديد من المصادر وتحديد الموثوقة وذائعة الصيت منها. ولابد من التأكيد أيضا على أهمية تمييزالحقائق من وجهات النظر وتشجيع الطلبة على طرح التساؤلات بشأن صحة الأدعاءات. ثم أن تزويد الطلبة بالأدوات والطر اللازمة لتقييم المعلومات تؤهلهم لأتخاذ أحكام صحيحة وكذلك تعزيز قدراتهم في التفكير النقدي.
4. القيام بنشاطات ذات صلة بحل المشكلات: يحتاج التدريسي الى تضمين منهاجه الدراسي بنشاطات ذات صلة بحل المشكلات من أجل تعزيز مهارات التفكير النقدي. وهذا يتطلب طرح سيناريوهات واقعية تعتمد على التحليل والتركيب وأتخاذ القرار. وهذه النشاطات يمكن أن تضم دراسات حالة ومشاريع دراسية جماعية أو محاكاة. كما يتعين تشجيع الطلبة على تجزئة المشاكل المعقدة الى أحزاء يمكن التعامل معها ودراسة الحلول البديلة وتقييم النتائج المحتملة، وهذا يساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم النقدية وتطبيق ماتعلموه من معرفة في مواقف عملية من خلال المشاركة في نشاطات حل المشكلات.
5. تعزيز التفكير التاملي ومابعد المعرفة: يحتاجالتجريسي الى تخصيص وقت للطلبة للتفكير التأملي واستيعاب عملية التفكير التي مارسها الكلبة. علينل تشجيع الكلبة على مراجعة عمليات التفكير ومن ثم التفحكير في خبراتهم التعليمية. فعلى سبيل المثال ماحصل من صواب أوم خطأ يساعج الطلبة على تقييم عملية التعليم. وينبغي ايضا مساعدة الكلبة على تحليل اتفكيرهم التأمليوتحجيد التحيزاتومعرفة مجالات التحسن. ويمكن تسهيل عملية التفكير هذه من خلال الكتابة في الصحف مثلا والتقييمات ىالذاتية والمناقشات الجماعية. ثم أن أهتمام الطلبة في مابعد المعرفة يجعلهم أكثر دراية بأنماط تفكيرهم وتطوير استراتيجيات تعزز من قدراتهم على التفكير النقدي.
6. تشجيع التفكير الأبداعي: يعتبر الباع عاملا مرتبطا الى حد بعيد بالتفكير النقي، عليه لابد من تشجيع الطلبة على التفكير الأبداعي من خلال تضمين واجبات ومشاريع مفتوحة. علينا أن نقترح مشاريع تتطلب منهم التفكير خارج الصندوق وتطوير حلول أبتكارية وتحليل المخاطر أو المنافع المحتملة. وعلينا ان نؤكد على قيمة العصف الذهني والتفكير التباعدي divergent thinking مع دراسة وجهات النظر المتنوعة. ولاشك أن ممارسة التفكير الأبداعي يحفز الطلبة على تطوير القدرة على التعاطي مع المشكلات من زوايا فريدة وتعزيز قدراتهم النقدية.
7. تقديم الدعم والأسناد: علينا أن ندرك أن التفكير النقدي عملية تطورية تقتضي تقديم الأسناد والدعم فضلا عن الجهود التي يبذلها الطلبة في بناء مهاراتهم النقدية.ومثل هذه الأستراتيجية تشكل أهمية خاصة للطلبة الذين يحتاجون الى المزيد من المساعدة مثل الطلبة المنضوين تحت (برنامج التعليم الفردي) IEP أو الطلبة من ذوي الأحتياجات الخاصة 504. هنا يتعين عل التدريسي أن يقدم التوجيه والأرشاد والتغذية المرتجعة لمساعدة الطلبة على التعامل مع الواجبات المعقدة.ويتعين زيادة تعقيد الواجبات تدريجيا وتوفير فرص التفكير المستقل واتخاذ القرار، فمن خلال العم المناسب يتمكن الطلبة من تطوير مهارات التفكير النقدي جنبا الى جنب مع بناء ثقتهم واستقلالهم.
تنفيذ استراتيجيات التفكير النقدي الآن
يعتبر الاهتمام بتنمية مهارات التفكير النقدي للطلبة أمرا حيويا للغاية لنجاحهم الأكاديمي وقدرتهم على النجاح في عالم متغير على الدزام. ومن خلال تنفيذ العديد من الأستراتيجيات يصبح بمقدور التربويين تعزيز بيئة ترعى مهارات التفكير النقدي وتنميها. ومع سعي الطلبة لتطوير تلك المهارات فأإنهم يصبحون متعلمين نشيطين بمقدورهم تحليل المعرفة وتقييمها وتطبيقها على نحو فعال مما يمكنهم م مواجهة التحديات واتخاذ قرارات صائبة خلال مسيرة حياتهم.
www.eductionworld.com/teachers/strategies-encouraging-critical-thinking-skills-students
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط