23/01/2025
شهدت مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة إطلاق نار كثيفا وانفجارات أمس الأربعاء في اليوم الثاني من عملية “السور الحديدي” التي بدأها الجيش الإسرائيلي بعد يومين من وقف إطلاق النار في غزة.
وفي المدينة التي تعد نقطة اشتعال، قال محافظ المدينة كمال أبو الرب في اتصال مع وكالة فرانس برس “الوضع صعب للغاية”.
وأضاف “قام جيش الاحتلال بتجريف جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين وإلى مستشفى جنين الحكومي، وهناك إطلاق نار مستمر وتفجيرات وطائرة إسرائيلية تحلق في سماء المدينة والمخيم”.
العملية التي بدأتها القوات الإسرائيلية الثلاثاء بهدف “استئصال الإرهاب”، أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية “عدوان الاحتلال المتواصل على محافظة جنين ومخيمها وتهجير العائلات من المخيم وجرائم العقوبات الجماعية وتدمير البنى التحتية والاعدامات الميدانية وتخريب ممتلكات المواطنين”.
واعتبرت الوزارة أن ذلك “يندرج في إطار مخطط إسرائيلي رسمي يهدف لتكريس الاحتلال وفرض القانون الإسرائيلي والضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة”.
من جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي “عمليات التهجير والتدمير والقتل الممنهج … بحق مخيم جنين”.
بوشرت العملية غداة تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعد أيام قليلة من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة بعد خمسة عشر شهرا من الحرب.
وقال أبو الرب إن الجيش اعتقل 20 شخصا من المدينة ومخيمها والقرى المجاورة.
أما الجيش فقال في بيان إن قواته استهدفت “أكثر من 10 إرهابيين”.
وأضاف البيان “تم تنفيذ غارات جوية على مواقع البنية التحتية للإرهاب، وتم تفكيك العديد من المتفجرات التي زرعها الإرهابيون على الطرق”.
وأكد أن قواته “تواصل العملية”.
عملية حاسمة
بدوره، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة الهجوم.
وقال كاتس في بيان الأربعاء “إنها عملية حاسمة تهدف إلى القضاء على الإرهابيين في المخيم”، مضيفا أن الجيش لن يسمح بإنشاء “جبهة إرهابية” هناك.
وربط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو العملية باستراتيجية أوسع لمواجهة إيران “أينما أرسلت أذرعها، في غزة ولبنان وسوريا واليمن” وفي الضفة الغربية.
ولطالما اتهمت الحكومة الإسرائيلية إيران التي تدعم فصائل مسلحة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بما فيها حماس في غزة، بمحاولة تهريب الأسلحة والأموال إلى المسلحين في الضفة الغربية.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوات الأمن الإسرائيلية إلى “أقصى درجات ضبط النفس” وأعرب عن “قلق عميق” وفق نائب لمتحدث باسمه فرحان حق.
كما حضت فرنسا إسرائيل على “ضبط النفس”، معربة أيضا في بيان لوزارة الخارجية عن “قلقها العميق إزاء تزايد التوترات الأمنية”.
وجنين معقل للفصائل الفلسطينية التي تخوض مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
ويشنّ الجيش الإسرائيلي هجمات متكررة على مناطق شمالي الضفة الغربية تصاعدت حدتها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم حماس الذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 848 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة في رام الله.
كما أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط