نية إدارة الفيسبوك في رفع الأشراف الرقابي عن الفيسبوك : وهو الأمر الذي يعني نشر أي شيء بلا قيود او رقابة ردعية !.
بقلم مهدي قاسم
رغم القناعة والمعرفة السائدة عند اغلب متصفحي رواد صفحات التواصل الاجتماعي باحتمال وجود منشورات ملفقة و فيديوهات مفبركة ، بشكل شبه يومي ، فأنهم يصدّقون كل شيء يمر من تحت أنظارهم ..
طبعا ، الغاية من نشر هذا النمط والنوع من المنشورات والفيديوهات ، هي الترويج لأخبار و أحداث كاذبة وزائفة بغية خلق بلبلة و أجواء من عداء ، و صراعات سياسية أو مشاحنات طائفية هستيرية ، مما قد تنتج عنها مصادمات دموية ومجازر رهيبة ..
ومن هنا حتمية و ضرورة الانتباه والتيقظ والتحميص و التنقيب عن المصدر المؤكد والموثوق قبل الاقتناع وبناء الرأي و اتخاذ الموقف ..
ومع ذلك ، فهناك الكثير جدا من بين هؤلاء الرواد يصدق مثل هذه الأخبار و الفيديوهات الملفقة الزائفة ، بل ويرّوج لها ، الى درجة ، يكوّنون على ضوئها أراء خطيرة بعضها يدعو إلى الثأر و الانتقام من هذا الطرف أو ذاك ..
ومن المؤسف جدا ، أنه لو نظرنا إلى خلفيات المروّجين أو المشتركين فيها بتعليقاتهم ــ سواء بنوايا حسنة أو مقصودة ــ سنجدهم خليطا من كل فئات تقريبا ، : أي من ” عامة ” ، من ” جهلة ” ، من ” مثقفين ، أي كّتابا وشعراء و إعلاميين و ساسة فئويين ” طبعا فضلا عن طائفيين غلاة وحاقدين كبارا ــ من كل الأطراف …..
ومما يزيد الطين بلة : هو نية إدارة الفيسبوك في رفع الأشراف الرقابي عن الفيسبوك ، وهو الأمر الذي يعني نشر أي شيء بلا قيود او رقابة !.
غير أن لهذا الإجراء أمرين ، أحدهما إيجابي و ثانيهما سلبي في آن واحد :
الأول : التعبير الحر و المطلق عن الرأي والفكر والموقف ، بدون أية رقابة أو عقوبة ردعية كالحظر مثلا ، مثلما هو سائد الآن ..
الثاني : استغلال حرية الرأي هذه ، لأهداف و غايات و نوايا سيئة ومضرة بالمجتمع برمته ، و ذلك بهدف إثارة اجواء من الفوضى المنفلتة و الاضطراب والبلبلة ، قد تؤدي إلى صراعات اجتماعية مكوّناتية و مصادمات دموية ـــ مثلما أسلفنا آنفا ..
هذا دون أن نذكر منشورات و فيديوهات و صور تهدف إلى تهديم أواصر و بنية الأسرة والعائلات ، والترويج في الوقت نفسه لقيم نيو ليبرالية ـــ الجديدة المنحطة ..