اليوم العالمي للأراضي الرطبة: 2 شباط (فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) (ح 5)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في الموسوعة الحرة عن أهوار العراق: المركز: تستقبل الأهوار الوسطى المياه من تدفقات روافد دجلة، وهي شط المؤمنة والمجر الكبير جنوب العمارة. يمثل دجلة الحدود الشرقية للأهوار بينما يمثل نهر الفرات حدودها الجنوبية. تغطي الأهوار مساحة 3000 كم2 (1200 ميل مربع)، وتتألف الأهوار من أحواض القصب والعديد من البحيرات الدائمة بما في ذلك بحيرة أم البني. وتعتبر بحيرتا الزكري وهور أم البني من البحيرات البارزة التي يبلغ عمقها 3 أمتار (9.8 قدم). الحمار: تتغذى أهوار الحمار بشكل أساسي من نهر الفرات وتقع جنوبه مع امتدادها الغربي إلى الناصرية والحدود الشرقية لشط العرب والحد الجنوبي للبصرة. تبلغ مساحة الأهوار عادةً 2800 كم2 (1100 ميل مربع) من الأهوار والبحيرات الدائمة، لكن خلال فترات الفيضان يمكن أن تمتد إلى 4500 كم2 (1700 ميل مربع). في فترات الفيضان، يمكن أن تفيض مياه الأهوار الوسطى التي يغذيها نهر دجلة وتمد الأهوار بالمياه. بحيرة حمّار هي أكبر مسطح مائي داخل الهور وتبلغ مساحتها 120 كم (75 ميل) في 250 كم (160 ميل)، وتتراوح أعماقها بين 1.8 م (5.9 قدم) – 3 م (9.8 قدم). وفي فصل الصيف، ينكشف جزء كبير من شاطئ الأهوار والبحيرة في فصل الصيف، مما يكشف عن جزر تُستخدم للزراعة. الحويزة: تقع أهوار الحويزة شرق دجلة ويقع جزء منها في إيران. يتغذى الجانب الإيراني من الأهوار، المعروف باسم هور العظيم، من نهر الكرخة، بينما يغذي الجانب العراقي من الأهوار نهر دجلة المشرح والكحلاء، ولكن بمياه أقل بكثير من نهر الكرخة. خلال فيضان الربيع، قد يتدفق نهر دجلة مباشرة إلى الأهوار. يتم تجفيف الأهوار عن طريق نهر الكسارة. يلعب هذا النهر دورًا حاسمًا في الحفاظ على أهوار الحويزة كنظام جريان متدفق ومنعها من أن تصبح حوضًا ملحيًا مغلقًا. تمتد الأهوار على مسافة 80 كم (50 ميل) من الشمال إلى الجنوب وحوالي 30 كم (19 ميل) من الشرق إلى الغرب، وتغطي مساحة إجمالية قدرها 3000 كم2 (1200 ميل مربع). تشمل الأجزاء الدائمة من المستنقعات الجزء الشمالي والأوسط بينما الجزء الجنوبي موسمي بشكل عام. يمكن العثور على غطاء نباتي كثيف بشكل معتدل في المناطق الدائمة إلى جانب بحيرات كبيرة بعمق 6 أمتار (20 قدم) في الأجزاء الشمالية. وبما أن أهوار الحويزة كانت الأفضل خلال التجفيف، فإنها يمكن أن تسهل تكاثر النباتات والحيوانات والأنواع الأخرى في الأهوار الوسطى والحمراء.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” (الحج 5) الْمَاءَ: الْ اداة تعريف، مَاءَ اسم. يا أيها الناس إن كنتم في شك من أن الله يُحيي الموتى فإنَّا خلقنا أباكم آدم من تراب، ثم تناسلت ذريته من نطفة، هي المنيُّ يقذفه الرجل في رحم المرأة، فيتحول بقدرة الله إلى علقة، وهي الدم الأحمر الغليظ، ثم إلى مضغة، وهي قطعة لحم صغيرة قَدْر ما يُمْضَغ، فتكون تارة مخلَّقة، أي تامة الخلق تنتهي إلى خروح الجنين حيًا، وغير تامة الخلق تارة أخرى، فتسقط لغير تمام، لنبيِّن لكم تمام قدرتنا بتصريف أطوار الخلق، ونبقي في الأرحام ما نشاء، وهو المخلَّق إلى وقت ولادته، وتكتمل الأطوار بولادة الأجنَّة أطفالا صغارًا تكبَرُ حتى تبلغ الأشد، وهو وقت الشباب والقوة واكتمال العقل، وبعض الأطفال قد يموت قبل ذلك، وبعضهم يكبَرُ حتى يبلغ سن الهرم وضَعْف العقل، فلا يعلم هذا المعمَّر شيئًا مما كان يعلمه قبل ذلك. وترى الأرض يابسةً ميتة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات تتفتح عنه، وارتفعت وزادت لارتوائها، وأنبتت من كل نوع من أنواع النبات الحسن الذي يَسُرُّ الناظرين.

جاء في موقع الامم المتحدة عن الأراضي الرطبة تدافع عن كوكبنا ضد تغير المناخ وتسهم في تحقيق التنمية: الأراضي الرطبة ليست مجرد مستنقعات، فهي جزء أساسي من عملية الدفاع الطبيعية عن كوكبنا ضد تغير المناخ. فماذا تعرفون عن الأراضي الرطبة؟ الأراضي الرطبة هي أنظمة بيئية، يكون الماء فيها هو العامل الأساسي الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها. ووفق الصفحة الرسمية لليوم العالمي للأراضي الرطبة، يشمل تعريفها الواسع كلاً من المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصاب الأنهار ودلتا ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية، ومواقع الأنشطة البشرية مثل أحواض السمك وحقول الأرز و الخزانات وأحواض الملح. خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة 2 شباط/فبراير من كل عام ليكون يوما عالميا للأراضي الرطبة لما لها من أهمية حيوية للناس وللطبيعة. شعار اليوم العالمي هذا العام هو “إحياء الأراضي الرطبة المتدهورة واستعادتها”. ويهدف هذا اليوم إلى إذكاء الوعي بالحاجة الملحة لعكس اتجاه الفقد المتسارع للأراضي الرطبة وتعزيز صونها واستعادة ما فُقد منها. ويصادف ذلك اليوم تاريخ اعتماد ’’ اتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وخاصة بوصفها موئلاً للطيور المائية ‘‘ في إيران سنة 1971. تمكن الاتفاقية البلدان عبر تعيين المناطق المحمية، وتنفيذ سياسات فعالة، وتشاطر المعرفة من اتخاذ تدابير لصون أراضيها الرطبة واستخدامها بحكمة. الأراضي الرطبة تقاوم تغير المناخ: تعتبر الأراضي الرطبة حلا طبيعيا للتهديد العالمي لتغير المناخ. فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تساعد على إبطاء الاحتباس الحراري وتقليل التلوث. وتخزن أراضي الخث وحدها ضعف كمية الكربون التي تخزنها جميع غابات العالم مجتمعة. ولكن عند تجفيف الأراضي الرطبة وتدميرها، تنبعث منها كميات هائلة من الكربون. وتتيح الأراضي الرطبة كذلك حاجزا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج تسونامي، فضلا عن أنها تعزز المرونة في مواجهة تغير المناخ. حقائق عن الأراضي الرطبة: على الرغم من أن الأراضي الرطبة لا تمتد إلا على حوالي 6 في المئة من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر فيها. تُفقد الأراضي الرطبة بمعدل أسرع من فقدان الغابات بثلاث مرات. تعمل الأراضي الرطبة الساحلية على عزل الكربون وتخزينه بمعدل 55 مرة أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة. الأرز، الذي يُزرع في حقول الأراضي الرطبة، هو النظام الغذائي الأساسي لنحو 3.5 مليار شخص.

جاء في الأوكة الشرعية عن التربة في القرآن الكريم (1) للدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة: “فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ” (الحج 5) قد يكون مستغربًا على الإنسان تصوُّر صعوبة، بل واستحالة الحياة على الأرض بدون عمليات التجوية، والتعرية، والنقل، وذلك لأن تلك العمليات هي المسؤولة عن جعل الأرض فراشًا، وتشكيل الكثير من معالم تضاريس الأرض، وتكوين التربة التي يخرج الإنسان منها غذائه من كافة الزروع والثمار، “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ” (إبراهيم 32 -34). ولو نظر الإنسان إلى ما يحرثه من الأرض لازداد عجبًا، فما من تربة يحرثها الإنسان في واد في صحراء، أو حول ضفاف، أو في دلتا نهر ما، إلا وكان وراء تكوينها عمليات غاية في التعقيد، ولو سأل سائل: من أين تأتي التربة التي يزرعها أهل مصر مثلاً؟ ومن أين تأتي حبات رمال بعض شواطئ شرق مصر؟ وللعلم فإنها قد أتت من تفتيت حجارة جبال الحبشة عبر ملايين السنين، بفعل مياه الأمطار والرياح وجاذبية الأرض، ثم قامت مياه نهر النيل بنقل فتات الجبال على هيئة حبات لمسافة آلاف الكيلومترات، حتى ترسبت على ضفاف نهر النيل، وكوَّنت أرض الدلتا، وحقيقة الأمر أن الإنسان لا يملِك مثقال حبة من تراب تلك الأرض، ولكن الله هو الذي سخر دورة الماء، ودورة الرياح، ودورة تكوين الجبال، ودورة التعرية، ودورات أخرى عديدة، بعضها من الأرض، وبعضها من خارج الأرض، دورات عديدة تمارس نشاطها بدأبٍ، وَفق سنن حددها رب العالمين، حتى تتكون التربة التي يحرثها ويزرعها الناس، وأكثرهم عن شكر نعمة الله غافلين.

عن وكالة الأنباء العراقية: وزير الموارد: العراق ملتزم باتفاقية (رامسر) الخاصة بالأراضي الرطبة: أكد وزير الموارد المائية عون ذياب، اليوم الأحد، أن مواجهة تحديات التغيرات المناخية تتطلب تعاوناً دولياً، فيما أشار الى التزام العراق باتفاقية (رامسر) الخاصة بالأراضي الرطبة. وقال ذياب، خلال فعالية اليوم العالمي للأراضي الرطبة وانضمام العراق الى اتفاقية (رامسر)، حضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “الفعالية، تعد فرصة لتسليط الضوء على كيفية ارتباط جميع جوانب رفاهية الإنسان بصحة الأراضي الرطبة في العالم”. وأشار، الى أن “الأراضي الرطبة تعرف باسم كليتي الأرض كونها تساعد على ضمان التعايش المتناغم مع الطبيعة وتعد واحدة من أكثر الموائد تنوعاً بيولوجياً في العالم وتوفر موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض للحيوانات والنباتات وتوفر شريان حياة لأنواع المياه العادمة”. وأردف، أن “توجه وزارة الموارد المائية يتناغم مع القوانين الدولية الداعية للتعاون بين الدول في مواجهة قضايا المياه بشكل مشترك بالإضافة إلى إيفاء التزام العراق ضمن اتفاقية (رامسر) إيماناً منه بأهمية التعاون”، منوهاً بأن “الدول بمفردها غير قادرة على إيجاد حلول طويلة الأمد لمشاكل المياه ومواجهة تحديات التغيرات المناخية، فضلاً عن إيجاد الحلول المبتكرة في مجال إدارة الموارد المائية”. وأكد، على “مبدأ الاستخدام الرشيد للمياه من خلال التثقيف وزيادة الوعي للمستخدمين”، مبيناً أن “ذلك يتطلب تحمل المسؤولية بشكل مشترك في الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع الاحيائي واستدامة خدمات النظم البيئية للأهوار والأراضي الرطبة والحد من الهجرة من المناطق الزراعية ومناطق الأهوار الى المناطق الحضرية”. يذكر أن اتفاقية (رامسر) هي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي، الثقافي، العلمي و قيمتها الترفيهية، وتحمل الاتفاقية اسم مدينة رامسر في إيران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here