لئن ليست عندهم أية قيمة للبشر !..

لئن ليست عندهم أية قيمة للبشر !..

بقلم مهدي قاسم

الملفت في التاريخ العربي الحديث والمعاصر أنه ما من معركة أو حرب خاضتها العرب مع إسرائيل إلا و انتصروا من خلالها على إسرائيل و دمروها تدميرا عن بكرة أبيها !..

بدأ هذا الانتصار الأسطوري الخرافي منذ الصدام الأول مع إسرائيل في الأربعينيات من القرن الماضي ، ثم أعقب ذلك الانتصار الساحق والشامل الوهمي على إسرائيل في 7 حزيران من من 1967 ، ثم توالت الانتصارات الوهمية ـــ تباعا ــ إلى أن توّجت في انتصار حركة حماس و حزب الله و الحوثيين المظفر الخارق ! على إسرائيل في الحرب الأخيرة وإذا بإسرائيل عبارة عن شعب مشرد و مناطقها منكوبة بمظاهر الخراب و الدمار في كل مكان .

..

أما جديا و بعيدا عن الطرافة و التهكم فكل هذا حدث و يحدث لأن المفاهيم عند هؤلاء غالبا ما تكون عكس معانيها تماما ، أنظروا إلى أسماء أحزابهم وتنظيماتهم ومنظماتهم على أروع ما يكون و كذلك الصفات العظيمة و الراقية السامية التي يطلقونها جزافا على هذا وذاك ) المهم عندهم الهزيمة متجسدة بكل مقاييس انتصار ساحق و كاسح ، حتى الانكسسارالمنحني لعند العمود الفقري المتصدع انتصار أيضا ، و مشاهد الخرائب الشاخصة انتصار ، و الكارثة البشرية والمادية الماحقة و الهائلة انتصار ، انتصار هنا و أنتصار هناك ، وانتصار في كل مكان من بلد و قطر ..

والسبب : الاستخفاف بقيمة الإنسان ، ولا سيما الاستعداد الكامل للتضحية بشرا و ممتلكات و أرضا ، بدون أي اعتبار للنتيجة أو الفائدة المرجوة والمنشودة ، بدون اعتبار للعواقب أو النتائج الوخيمة ..

و ذلك وبكل بساطة لأن ما من قيمة لحياة البشر عند هؤلاء أو اولئك و لهذا فيمكن التضحية بهم كمن يضحى بقطعان خراف بدون أي أسف أو اسى ..

ولكن لنرى المعادلة الحالية : العرب أنتصروا بحيث :

بدلا من تحرير الأرض ولو ببضعة أمتار ــ على الأقل ـــ جرت عملية احتلال أراض جديدة من قبل قوات العدو الإسرائيلي التي توغلت بمئات كيلومترات جديدة داخل أراض في بلدان عربية عديدة :

في قطاع غزة ، في الضفة الغربية من الأراضي الفلسطينية ، في جنوب لبنان و داخل الأراضي السورية أيضا ، فضلا عن انتهاء محور ” المقاومة ، في لبنان و سوريا ، و ربما في غزة أيضا لفترة طويلة ، بينما الضفة الغربية تعاني وتنزف الآن من جراء اعتداءات الجيش الإسرائيلي المتواصلة حتى هذه اللحظة ..

يا عمي ، صدقني !: لو انتصرت العرب الآن على إسرائيل النازية ولو في معركة واحدة ، سأكون أنا ــ و كذلك غيري ــ أول من سيرقص رقصة زوربا اليوناني من شدة الفرحة و البهجة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here