نص غزلي ـــ كاريكاتوري ــ نحو الفيس بوك
بقلم مهدي قاسم
أنت حبيبنا الغالي يا فيسبوك
بل أغلى من كل الغالين يا فيسبوك !
أليس كل واحد منا يمضي معك وقتا أطول مما مع الأحبة و الحبيبات ؟ ..
يا زارع أوهاما جميلة في نفوس الآخرين بمقام رفيع و مجد تليد ؟..
نافخا في الملايين أكسير النرجسية ليروا أنفسهم أجمل من جمال طواويس منفوشة الريش كقوس قزح .
يا من جعلتَ من شبه أمي حكيم زمانه العظيم
ومن جاهل مزمن عليم عصره الفريد والبليغ
ومن السيء البذيء والوقح الرديء ناقدا ضد الكل ولأي شيء !.
يا ساحرا بارعا يا فيسبوك بتقنيتك الفذة المتفوقة للخيال
حتى يستطيع من خلالها ، أي كان ، أن يكون ما يريد ويشاء
ليكتسب شهرة عابرة للأقطار والأمصار بدون أية موهبة أو جهد :
فيكفي إبراز المفاتن من نهود و أفخاذ ،
لتصبح ثمة تافهة نجمة ، ومعتوها أحمق محبوب الملايين !
و مجرد تقليد نهيق حمير أو قفزة قرود و استحمام كلب أو قطة شرسة مواء ، ليكون دربا سهلا نحو الشهرة المنتشرة كنار في هشيم
وسرعة النجومية الأوسع و الأبعد سطوعا ، لتشع في أقصى أركان العالم .
آه يا الفيسبوك يا واهب الحب والعشق البلاستيكيين ، كمن يوزع النفاخات والفقاعات بكل مجانية و رخص عجيبين .
ويا هادم الأسر ومخرب البيوت و أواصر العائلات بمشاعر حرية زائفة ..,
شكرا لك يا الفيسبوك و لأخوتك الأخريات لأنك تعمّق مظاهر جاهلية جديدة في زحمة المعارف و المعلومات وكثرتها الكثيفة والتي باتت صعبة على الهضم بسبب تراكم الوفرة و الإيقاعات السريعة للعصر .
فبفضلك أنت اصبحت الأوقات الطويلة قصيرة وغير محسوسة
فمن جراء ذلك قلّ الضجر والملل ، ليزيد التعلق و الإدمان ونسيبان تكتكة الساعة في الذاكرة ،
للعيش الرغيد في علب رمادية ضيقة ، بطواعية مستسلمة وراضية ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة نقلا عن إنترنت