الإلهائية!!

الإلهائية!!
تلهى: تشاغل عنه
الحكم بالإلهاء لعبة متعارف عليها منذ أقدم العصور , وهدفها إبعاد الأنظار عن حالة ما وتوجيهها نحو موضوع آخر , لتأمين الغفلة والتضليل وتحقيق الهدف المنشود.
والأمثلة على أساليب الإلهاء متنوعة وذات غايات مختلفة.
من الأساليب العدوانية للعديد من أنظمة الحكم المعادية لشعوبها وأوطانها , إتخاذها من التلهية منهاجا للحكم , فتقض مضاجع المواطنين بمسائل تزيدها تعقيدا , لتعذبهم وهدر طاقاتهم وتأجيج عواطفهم السلبية , وتحويلهم إلى كتلة من القهر المتطاير في الأرجاء.
فتتخذ من إصدار القوانين التعسفية وسائل للقبض على حياة الناس , فتصدر ماهو مجحف وجائر.
ومع الزمن تطورت أساليب التلهية القهرية , فصار المواطن مشغولا بتوفير الكهرباء والماء , والبحث الشاق عن الطعام والدواء , ومرهون بما يعانيه من علل وأمراض لا يجد الرعاية اللازمة لها , ومنشغل بتعليم أبنائه وبناته , لأن التعليم أصبح معضلة كبيرة في مجتمعات كانت توفر التعليم مجانا في كافة مراحله.
ولو قلبتم صفحات بعض المجتمعات , ونظرتم مدنها لتبين لكم بأنها تتلهى بما لا يسد أبسط حاجاتها الأساسية , فحقوقها الإنسانية مهدورة وحاجاتها مغيبة , والمواطن يكدح ويستنزف وقته لتوفير لقمة عيش لا تسد رمقه.
أما إذا أراد العلاج لمرض ما , فسيصبح في مأزق , إذ لا توجد وسائل وأسباب تقديم الرعاية الصحية اللائقة بالبشر في العديد من المجتمعات المقهورة بأنظمة حكمها.
أنظمة حكم عدوانية , تحسب الكرسي دينها وربها وكتابها ومذهبها , وما يميزها ويشير إليها ويقرر مصيرها.
فهل أن الكرسي رب ودين , والوطن تراب وطين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here