عقيل وساف
بالرغم من التطوّر الهائل في التكنولوجيا والازدهار في بعض القطاعات الاقتصادية، يعاني الكثير من المشرّدين من أبسط حقوقهم في الحياة: كحق السكن والشعور بالدفئ . فمع دخول فصل الشتاء القارس، تزداد معاناة المشرّدين الذين لا مأوى لهم، ويصبح البرد القارس الذي يصل العديد من المناطق في العالم تحديًا أكبر في حياتهم اليومية. ولابد ان نوضح ان من أهم أسباب تشرد الناس هو: الفقر المدقع، او فقدان الوظائف، والحروب.
فالمشردون، الذين لا يجدون مكانًا يحمون فيه أنفسهم من الصقيع، يواجهون معركة شرسة من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية لا ترحم، فعندما تنخفض درجات الحرارة ويصبح البرد قارسًا، تزداد المعاناة التي تتمثل بالظروف الصعبة للغاية، حيث تتجلى أصعب التحديات في عدم توفر المأوى الذي يحميهم من البرد والطقس القاسي الذي قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية والعقلية، مثل الاكتئاب أو اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي قد تكون نتيجة لتجاربهم السابقة من العنف أو الإيذاء. هذه الحالات النفسية قد تجعل من الصعب عليهم التكيف مع الواقع، وبالتالي يزيد من عزلتهم عن المجتمع ويقلل من فرصهم في الحصول على مساعدة.
وسأناقش في هذا المقال الذي كتبته كبحث، التحديات التي يواجهها المشردون في فصل الشتاء، وأهمية إيجاد حلول لمساعدتهم، بالإضافة إلى دور المجتمع في تقديم الدعم والمساعدة.
إن من أبرز التحديات التي يواجهها المشردون في فصل الشتاء هي
1.انخفاض درجات الحرارة
إذ يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى الإصابة بانخفاض حرارة الجسم، مما قد يكون قاتلاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن البرد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي.
2.نقص الملابس الشتوية
العديد من المشردين لا يملكون ملابس شتوية دافئة تحميهم من البرد. قد يرتدون طبقات متعددة من الملابس القديمة وغير الكافية، مما لا يوفر لهم الحماية اللازمة ضد البرد.
3.نقص الغذاء والماء الساخن
في الشتاء، يزداد احتياج الجسم للطاقة للحفاظ على الدفء، مما يجعل الحاجة إلى الغذاء الدافئ والماء الساخن أكثر إلحاحًا. المشردون غالبًا ما يجدون صعوبة في الحصول على هذه الاحتياجات الأساسية.
إن توفير المأوى والمساعدة لهم، ليس فقط أمرًا إنسانيًا، ولكنه أيضًا ضرورة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم ومن ابسط الحلول الممكنة:
1.إنشاء ملاجئ مؤقتة
حيث يمكن للحكومات والمؤسسات الخيرية إنشاء ملاجئ مؤقتة تقدم مكانًا دافئًا وآمنًا للمشردين.
2. توزيع الملابس الشتوية
يمكن تنظيم حملات خيرية وتبرعات لجمع وتوزيع الملابس الشتوية الدافئة، مثل المعاطف والقبعات والقفازات، للمشردين. هذا سيساعدهم في الحصول على الحماية اللازمة ضد البرد.
3.تقديم وجبات ساخنة
يمكن للمنظمات المجتمعية والمؤسسات الخيرية تنظيم مطابخ جماعية تقدم وجبات ساخنة للمشردين. هذه الوجبات لن توفر لهم الغذاء فحسب، بل ستساعدهم أيضًا في الحصول على الدفء والطاقة اللازمة.
وهنا لابد من ان نذكر دور المجتمع في تقديم الدعم والمساعدة للمشردين خلال فصل الشتاء بطرق مختلفة أبرزها رفع الوعي الذي يمكن أن يساهم في جذب المزيد من الدعم والموارد مساعدتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لنشر قصص المشردين وتسليط الضوء على احتياجاتهم.
إن من المؤلم أن نعتبر أن المأوى يعد رفاهية للمشردين، وهو ما لا يمكنهم الحصول عليه في كثير من الأحيان، في المدن ، يمكن أن نرى المشردين ينامون في الشوارع أو تحت الجسور أو في محطات المترو، محاولين العثور على مكان يحميهم من الرياح الباردة و كثير من المشردين لا يستطيعون الوصول إلى الملاجئ أو دور الرعاية بسبب الزحام أو الإجراءات المعقدة التي قد تحول دون حصولهم على المساعدة.
في نهاية مقالي وفي الختام نحن أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية جماعية. يجب أن نعمل جميعًا على توفير الحلول المستدامة التي تؤمن لهؤلاء الأشخاص حياة كريمة بعيدًا عن ظروف التشرد القاسية.، إذ يجب أن ندرك جميعًا أن المشردين يواجهون معاناة كبيرة خصوصا في فصل الشتاء.وعلينا نحن كبشر يحمل روح الإنسانية ان نحاول تغيير حياتهم وتوفير الحماية اللازمة لهم والسكن الدائم، فلكل شخص في المجتمع دور يمكن أن يلعبه في تحقيق هذا الهدف، سواء كان ذلك من خلال التطوع أو التبرع أو نشر الوعي. على الرغم من التحديات الكبيرة، يمكننا معًا إحداث فرق إيجابي في حياة المشردين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط