الفتاوى وصكوك الغفران!!

صك الغفران: عقد يُشترى من الكتيسة بمفابل مادي للخلاص من الذنوب.
الفتوى: رأي يتوهم متبعه بأنه يجرده من المسؤولية ويلقيها على صاحب الفتوى , بينما الفتاوى غير ملزمة الإتباع في الإسلام , لأن المسلم مسؤول عما يقوم به.
ما تعيشه الأمة عصور مظلمة كالتي عاشتها أوربا منذ القرن العاشر أو الحادي عشر وحتى السادس عشر , إنها عصورنا المظلمة التي ستأكل منا أجيالا حتى تنجلي , لأنها ذات طاقات متوالدة وقدرات إستعبادية وتخنيعية قاهرة , معززة بالتجهيل الديني والأمية القرآنية , المقصودة لتحويل البشر إلى عبيد رتع في حظائر المتاجرين بدين.
الفتاوى أكثر تأثيرا وعدوانية وإمتهانا من صكوك الغفران التي عبثت بالمجتمع الأوربي , وأوجعت القيم والأخلاق والدين وصادرت معنى الإنسان وحوّلته إلى رقم تتاجر به وتمتهنه.
ذلك أن صكوك الغفران كانت تصدر من دائرة البابا المتسلط على مصير الدنيا , والفتاوى تنطلق ممن يدّعي بأنه يمثل دين , وأن دينه هو الدين.
فلكل موبقة فتوى , والفساد العارم يتأكد ويتجدد بالفتاوى الصادرة من الذين يؤمنون بما جمعوه من أموال الآخرين بإسم الدين.
ويبدو أن البشر قد تعرض لتدريبات وتأهيلات , ليكون خانعا ذليلا للممتهنين للدين , وإلا يصعب تفسير سلوكه في عصر فياض بالأنوار المعرفية , والمعلومات الطاغية على مناحي الحياة , فكيف لبشر أن يتبع الجاهلين المضللين الساعين لإفتراسه والنيل منه بلا رحمة , ويحسبون ما يقومون به من جوهر ما يرونه دينا.
إنها معضلة سلوكية تفسيرها عسير ودوافعها مبهمة , فصكوك الغفران مفهومة بسبب ظلامية الفترة التي تحققت فيها , أما الفتاوى فأنها فاعلة في زمن ساطع منير , مما يعني أن الإنقطاعية قائمة في البشر المرهون بالفتاوى , وأنه بلا إرادة ولا قدرة على صناعة الحياة وتقرير المصير , ويستلطف التبعية والإرتهان بجاهل دجال مدّعي بدين.
إنه سلوك فردي وجماعي تتحمل المجتمعات تبعباته وتداعياته المريرة.
فهل من صحوة يا أمة يتفكرون ويقرأون؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here