توجيه الإساءة و السخرية بدلا من الشكر و الامتنان !
بقلم مهدي قاسم
قبل ساعة و مصادفة رأيت مشهد فيديو عن دكتورة عربية جميلة و أنيقة ، ولكن بشكل محتشم حقا ـــ بحجابها و ثوبها الطويل : يعني من المفترض وبشكل عام ، إن يناسب مظهرها و يرضي الذوق السائد للرجل المسلم ــ و كانت هي في صدد الإجابة على سؤال عن فوائد كل فاكهة من فواكه معينة ودورها في دعم و تحسين صحة الإنسان ، مثل أفوكادو والرمان والتوت والخ ..
أنا من جانبي أشكرها حقا : لأنها الفتت نظري إلى بعض من هذه الفوائد كثقافة صحية عامة ، يفترض اتباعها لمَن يريد أن يعيش بعافية و نشاط صحيين ..
ولكن المفاجأة كانت تكمن في كون غالبية التعليقات جاءت مسيئة إليها ، فضلا عن سخرية منها ، إضافة إلى تلميحات جنسية أيضا ..
بينما كان من المفترض المبادرة إلى تقديم الشكر لها امتنانا لنصائحها الصحية المفيدة والنافعة للجميع ، و لكونها تساهم في نشر الثقافة الصحية ، في مجتمعات تعاني من الترهل و البدانة المفرطة و أمراضها و أعراضها الخطيرة و المعروفة ، و ذلك بسبب انعدام الثقافة الصحية ، ..
بدلا من توجيه سيل من إساءة و سخرية نحوها ، أو الاستخفاف بها ..
على الأقل ـ…
هذا ما كان منتظرا من شرائح وفئات اجتماعية عديدة ، لا تكف عن الترديد أو التأكيد على أفضلية ورقي أخلاق المسلمين ورفعتها على غيرهم ! ، بل و تذكير العالم بذلك على مدار الأيام ، وفي مناسبة و غير مناسبة !..
بطبيعة الحال : نحن نعرف أنه يوجد فارق كبير بين تبي فكرة أو قيّم ما ، و بين تطبيق السلوك المتجسد بالممارسة الصحيحة في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط