علة الأمة بقادتها , وأي إدعاء آخر , يراد منه التضليل والتدويخ والتخنيع.
فهل فازت الأمة بقادة يعرفون جوهرها , ويحملون رسالتها , ويغارون على مصالحها؟
القيادة الغائبة , والرؤية المجهولة , مشكلة المشاكل ومنبع المآسي والتداعيات وما جلبته من النواكب والنوازل الجسام , فالبلدان التي لا يكون قادتها بحجمها ولا يمتلكون قدرات التعبير عن جوهرها , تنحدر إلى قيعان السفول والإندحار , ولكي ترتقي البلدان عليها أن تنجب قادة ومسؤولين يرون القدرات الكامنة فيشحذونها ويسخرونها لبناء القوة والرخاء.
ولو تأملنا مجتمعات الدنيا الصاعدة المتألقة , لتبين أنها أوجدت قادة معبرين عمّا يجيش في أعماق مواطنيها , فاستثمروا الطاقات وشيدوا الإقتدار المعاصر الذي تتباهى به , ومنها الصين والكوريتان واليابان وسنغافورا وماليزيا وأندونيسيا , وغيرها.
وبعض المجتمعات ما فازت بقائد يمثلها , فتورطت بالمراوحة والتقهقر والسلوكيات الخسرانية الفادحة , التي أبعدتها عن سكة الصعود الحضاري المنير.
فالشعوب تكون بقائد يمثلها ويستنهضها ويتفاعل معها بلغة جامعة محفزة , معتصمة بإرادة وطنية وقيم إنسانية ذات تطلعات سامية , ولا بد من قائد يكنز ما يؤهله ليقوم بدور المستنهض الموحد والملهم الحضاري للمواطنين , ولغته واضحة وفصيحة , فالمنطق السليم في العقل السليم.
القائد يجب أن يكون مثقفا تأريخيا ولغويا , ومنطقه سليم وعباراته كأنها مواد دستورية , تترنم بها الأجيال , وأن يجيد فن الخطابة.
الشعوب لا تنهض بقادة جهلة سذجة , متخندقين في الكراسي , ومعادين للجماهير , ويحسبو المواطنين أشرارا ويريدون إزاحتهم من مناصبهم التي إغتصبوها بالإنقلابات أو بمعونة الأسياد الطامعين بالبلاد.
فأنى يكون القادة تكون الشعوب !!
و ” عيش وشوف”!!
د-صادق السامرائي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط