بعيدا عن الخرافة و المعتقد الغير ( بناء ) وعبادة القبور ؟ وعبادة ( الأصنام )

الكاتب : د . خالد القرة غولي

وتحت شعار ( وأطيعوا أولي الأمر منكم ) والمتتبع لما يجري الآن من تحركات وحوارات ولقاءات وزيارات ومؤتمرات وندوات سيصل إلى حقيقةٍ واحدة وهي أنَّ ما يحدث الآن من خرابٍ غير منظم وفوضى تلقائية لبعض مدن ( العراق : اليوم ) سوف لا تنتهي أبداً إذا بقي نفس هؤلاء الأبطال ونفس المخرج ونفس الكاتب وطبعاً نفس الممول والمنتج .. الحرب التي تدور في ( العراق ) لا تعتمدُ على فلسفة أو عقيدة المعارك أو الحروب التي رواها لنا التاريخ بكل قساوتها ووحشيتها وخرابها ودمارها .. الأمر ليس كذلك تماماً وهو بعيد جداً عن تصورات وتكهنات البعض .. ما يدور محاولة ناجحة جداً وتخطيط إستراتيجي من دول ومؤسسات متمكنة للقضاء على ( العرق ) نهائياً وبلا رجعة وإستبدال مدنها بقطع ومناطق صغيرة .. وتحديداً في العراق وأكثر تحديداً في بغداد لا يمكن حله هنا داخل بلدنا المبتلى .. بل هناك بعيداً في السعودية مثلاً .. وربما في إيران على سبيل المثال .. وقد يكون في تركيا من باب التذكير .. أو قطر أو الكويت أو أو .. الحل هناك فيمن أوصلنا إلى هذا الحال .. الساكنون في الفنادق .. النائمون في الصباح والساهرون في الليل .. المتلاعبون بدمنا .. المنتظرون حصصهم في إعمار ما خربوه ! ذيول الأحزاب والسياسيون المعتقون المتخمرون بالتبعية والذل .. هناك بعيداً جداً ربما في واشنطن أو قريباً جداً في تل أبيب .. أطرقوا أبوابهم وإتصلوا بمن يرتدي العمامة أو العقال أو الأربطة العوجاء منهم وستجدون الحل بلا عناء يُذكر .. وسترون و ( العراقيون ) ليست لديهم قُدرة على الإستبدال أو الإعتراف أو الخضوع الإيجابي أو الإنسحاب المناسب .. عكس ما أكده الكثير من علماء الإجتماع والفلسفة والمنطق العراقيون الّذين أعتبرهم أول المرضى بهذا الداء أخطأوا في تقييم العقل العراقي ..
لم تبتل أمةٌ على وجه الأرض ومنذ بدء الخليقة بمثلما ابتليت به الأمة العراقية بأبنائها وناسها وجماعاتها ومنظريها ومحبيها ومثقفيها ، لو نظرنا مرة واحدة إلى حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقة بين أبناء ( الشعب العراقي ) الأصيل ، بينما العالم يزحف نحو التوحيد , ونحن نعاني من فتن ومشاكل وحروب داخلية وخارجية وسياسية و طائفية وعرقية وعقائدية وعشائرية قبلية ودينية قديمة أصبحت اليوم في جميع دول العالم أرشيفا اصفر يعلوه التراب , العالم يطلق الصواريخ إلى الفضاء ونحن نطلق الصواريخ على أنفسنا , العالم ينزل علي المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول قتل بعضنا بعضاً !
وإذا كان العالم يجمع وبلا تردد على إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولى أن ينحو بهذا المنحي نفسه ويجمع على إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر على المجتمع الدولي في ما مضي , والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء , ولو سألنا المواطن العراقي المسجون في جمهورية العطل والخوف والبطالة والتفجير والقتل والتشريد فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية وإذا حاولنا إن نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره أو عرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار الفضائيات في بلاد ( الناريين ) فها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية العراقية أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث الخراب والدمار في بلاد كانت تسمى بلاد ما بين النهرين , وان هذا البلد اليوم أصبح سفينة غارقة فوق بركان ظالم , وحماماً من الدم بفضل السياسات الطائفية التابعة لدول الجوار الإقليمية التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول هذه الفضائيات وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في دولتنا العراقية أصبحت أرضنا ارض موت وانقطاع الأمل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا إلغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الإحداث الجارية في عراقنا الجريح وفي دول مصر وتونس الخضراء واليمن السعيد وليبيا وسورية والبحرين ومن ركب مستريحاً علي ظهر العباد لن تهمه شكوى الدابة , وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلدان العربية والخراب والدمار .. والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري أن يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح , نقول لقنواتنا لأصحاب الفضائيات العراقية الرسمية والغير رسمية أولا والعربية ثانياً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها …….. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجال الطائفي والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وان تثقف وتروج لجهة على حساب جهة أخرى ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العراقي سواء كان شيعياً أو سنياً أو كردياً أو أية مواطن ينتمي إلى الأقليات الأخرى .. والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العراقي لأن عمل الفضائيات الآن أوقعنا في ( مستنقع كبير) لم يخرج منه احد .. ولله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here