2025-02-09
تناول موقع “الفاتيكان نيوز” الإخباري، التجارب التي يخوضها قس سويسري في إقليم كوردستان من أجل معالجة الانقسامات الدينية في العراق وتعزيز التضامن ومساعدة اللاجئين وخدمة ابناء المكون المسيحي الآخذ بالتغير.
وأشار التقرير الفاتيكاني، المترجم ، إلى أن القس يانس بيتزولد جاء إلى سوريا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان من المفترض أن تكون زيارته مؤقتة في سياق رحلته الروحية ذات الطابع الشرقي، انطلاقا من موطنه بسويسرا، حيث كان يسعى للوصول الى شرق آسيا، على أمل اكتشاف معتقدات الطاوية و بوذية الزن.
لكن القس بيتزولد أثناء وجوده في سوريا، سمع عن دير مار موسى الواقع في الصحراء، والذي يعود تاريخه إلى القرن الـ5 أو الـ6 الميلادي، والذي اعيد افتتاحه من قبل القس الايطالي باولو دالوليو، وخصص للحوار الإسلامي المسيحي، حيث افتتن القس بيتزولد بالفكرة وقرر القيام بزيارة الدير، ثم قرر أن يتم تعميده هناك واستقر في الدير ككاهن مبتدئ في العام 1996.
وحول وصول القس بيتزولد إلى إقليم كوردستان، قال التقرير إنه “فيما بعد العام 2010، طلب رئيس الأساقفة لويس رافائيل ساكو الذي كان رئيس أساقفة كركوك الكلدانيين وقتها، فتح دير في العراق، وكان القس بيتزولد أحد رهبان مار موسى الذين ارسلوا الى العراق لاحياء المشروع، وظل في العراق منذ ذلك الوقت”.
وأوضح التقرير، أن “القس بيتزولد هو حاليا رئيس مجمع دير مار موسى الذي يقع في السليمانية في إقليم كوردستان، حيث تسكن أيضا الأخت الالمانية فريدريك غراف من المانيا إلى جانب 6 او 7 موظفين بدوام كامل، يساعدون في إدارة مشاريعه المختلفة”.
وتابع التقرير، أن “الدير يستضيف دورات اللغة، خصوصا تدريس اللغة الكوردية للعرب، والعربية للكورد، واللغة الانجليزية للعرب والكورد معا، كما توفر برامج حول موضوعات مثل القيادة وصنع القرار وتؤمن الاحتياجات للمجتمع المسيحي المحلي الصغير”.
وذكر التقرير، أنه “على غرار دير مار موسى الأصلي في سوريا، فإن هذا الدير في العراق، يساهم بنشاط في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي وبناء السلام”.
ونقل التقرير، عن “القس بيتزولد قوله إنه بالنسبة إلى العراق، فإن “الخطوط الفاصلة بين المجتمعات المختلفة أكثر وضوحا مما هي عليه في سوريا”، موضحا انه “في سوريا كنت اشاهد في كثير من الاحيان طلابا من ديانات مختلفة يقومون برحلات معا.. وهذا يحدث بشكل أقل بكثير في العراق”.
وبحسب القس بيتزولد، فإنه “في البداية كانت لدي شكوك حول ما إذا كانت مهمتي في دير مار موسى في السليمانية لتعزيز التفاهم بين الأديان ستنجح مثلما هو الوضع الذي كان في دير الصحراء السورية”.
ومع ذلك، اضاف “كنت واقفا في كنيسة الدير ذات يوم، وأدركت أن غالبية النساء اللواتي يأتين لايقاد الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء، كن مسلمات.. وعندها أدركت أن هذا يمكن أن ينجح هنا”.
وتابع قائلا “ما بين 2000 الى 3000 شخص يزورون الدير سنويا للمشاركة في دوراته، إلا أن القليل منهم هم من المسيحيين”.
ونقل التقرير عن الكاهن السويسري قوله، إن “المساهمة الأكبر للدير هي عبر اللقاءات غير الرسمية التي يسهلها”، موضحا أن “الهدف الرئيس هو حث الناس على اللقاء والنقاش”.
ويؤكد أن “شرب الشاي سوية ربما يكون اكثر فعالية لبناء السلام من إجراء مناقشات طويلة حول حقوق الانسان”.
ويلفت، وهو يضحك إلى أن “هذه قناعتي الشخصية، حيث من الصعب جدا اطلاق النار على شخص ما بمجرد شرب كوب جيد من الشاي معه”.
وذكر التقرير أنه بالاضافة إلى الحث على تعميق التفاهم بين الأديان، فإن الدير في السليمانية، يحاول خدمة السكان المسيحيين المحليين”، مشيرا إلى أنه “بعد افتتاحه كان تركيزه الأساسي ينصب على مساعدة اللاجئين المسيحيين الذين وصلوا الى كوردستان، والعديد منهم كانوا من الهاربين من سيطرة داعش على شمال العراق، وكان بعضهم الاخر ممن هربوا من اضطرابات الحرب الاهلية السورية”.
وبحسب التقرير فإنه خلال ذروة ازمة اللاجئين هذه، كان يعيش في الدير 255 مسيحيا نازحا، إلا أنه لم يتبق حاليا سوى 3 او 4 عائلات، مشيرا الى أن اقل من نصف النازحين عادوا الى ديارهم، بينما انتقل حوالي الثلث الى الخارج، وهو ما يعني أن تركيبة السكان المسيحيين المحليين قد تغيرت بشكل كبير.
وأشار التقرير، إلى أنه “مع مغادرة عدد متزايد من المسيحيين إلى الخارج، فإنه يجري استبدالهم بعمال مهاجرين مسيحيين من اقصى الشرق في آسيا، وبعض البلدان في أفريقيا، وهم يجلبون عائلاتهم معهم”، وبحسب القس بيتزولد فإنه “في يوم من الايام، سيكون هؤلاء المهاجرون هم المسيحيين المحليين الجُدد، أن مهمتنا هي خدمتهم”.
وردا على سؤال، عما إذا كان القس بيتزولد يرى أن عمل الدير يساهم في الكشف عن مستقبل أكثر أملا، قال “لا اعلم ما اذا كنا نحن نعتبر بذرة أمل، لكن هدفنا هو مساعدة الأشخاص الذين نعمل معهم على اكتشاف تلك البذرة الموجودة داخل أنفسهم.”
تناول موقع “الفاتيكان نيوز” الإخباري، التجارب التي يخوضها قس سويسري في إقليم كوردستان من أجل معالجة الانقسامات الدينية في العراق وتعزيز التضامن ومساعدة اللاجئين وخدمة ابناء المكون المسيحي الآخذ بالتغير.
وأشار التقرير الفاتيكاني، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن القس يانس بيتزولد جاء إلى سوريا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان من المفترض أن تكون زيارته مؤقتة في سياق رحلته الروحية ذات الطابع الشرقي، انطلاقا من موطنه بسويسرا، حيث كان يسعى للوصول الى شرق آسيا، على أمل اكتشاف معتقدات الطاوية و بوذية الزن.
لكن القس بيتزولد أثناء وجوده في سوريا، سمع عن دير مار موسى الواقع في الصحراء، والذي يعود تاريخه إلى القرن الـ5 أو الـ6 الميلادي، والذي اعيد افتتاحه من قبل القس الايطالي باولو دالوليو، وخصص للحوار الإسلامي المسيحي، حيث افتتن القس بيتزولد بالفكرة وقرر القيام بزيارة الدير، ثم قرر أن يتم تعميده هناك واستقر في الدير ككاهن مبتدئ في العام 1996.
وحول وصول القس بيتزولد إلى إقليم كوردستان، قال التقرير إنه “فيما بعد العام 2010، طلب رئيس الأساقفة لويس رافائيل ساكو الذي كان رئيس أساقفة كركوك الكلدانيين وقتها، فتح دير في العراق، وكان القس بيتزولد أحد رهبان مار موسى الذين ارسلوا الى العراق لاحياء المشروع، وظل في العراق منذ ذلك الوقت”.
وأوضح التقرير، أن “القس بيتزولد هو حاليا رئيس مجمع دير مار موسى الذي يقع في السليمانية في إقليم كوردستان، حيث تسكن أيضا الأخت الالمانية فريدريك غراف من المانيا إلى جانب 6 او 7 موظفين بدوام كامل، يساعدون في إدارة مشاريعه المختلفة”.
وتابع التقرير، أن “الدير يستضيف دورات اللغة، خصوصا تدريس اللغة الكوردية للعرب، والعربية للكورد، واللغة الانجليزية للعرب والكورد معا، كما توفر برامج حول موضوعات مثل القيادة وصنع القرار وتؤمن الاحتياجات للمجتمع المسيحي المحلي الصغير”.
وذكر التقرير، أنه “على غرار دير مار موسى الأصلي في سوريا، فإن هذا الدير في العراق، يساهم بنشاط في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي وبناء السلام”.
ونقل التقرير، عن “القس بيتزولد قوله إنه بالنسبة إلى العراق، فإن “الخطوط الفاصلة بين المجتمعات المختلفة أكثر وضوحا مما هي عليه في سوريا”، موضحا انه “في سوريا كنت اشاهد في كثير من الاحيان طلابا من ديانات مختلفة يقومون برحلات معا.. وهذا يحدث بشكل أقل بكثير في العراق”.
وبحسب القس بيتزولد، فإنه “في البداية كانت لدي شكوك حول ما إذا كانت مهمتي في دير مار موسى في السليمانية لتعزيز التفاهم بين الأديان ستنجح مثلما هو الوضع الذي كان في دير الصحراء السورية”.
ومع ذلك، اضاف “كنت واقفا في كنيسة الدير ذات يوم، وأدركت أن غالبية النساء اللواتي يأتين لايقاد الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء، كن مسلمات.. وعندها أدركت أن هذا يمكن أن ينجح هنا”.
وتابع قائلا “ما بين 2000 الى 3000 شخص يزورون الدير سنويا للمشاركة في دوراته، إلا أن القليل منهم هم من المسيحيين”.
ونقل التقرير عن الكاهن السويسري قوله، إن “المساهمة الأكبر للدير هي عبر اللقاءات غير الرسمية التي يسهلها”، موضحا أن “الهدف الرئيس هو حث الناس على اللقاء والنقاش”.
ويؤكد أن “شرب الشاي سوية ربما يكون اكثر فعالية لبناء السلام من إجراء مناقشات طويلة حول حقوق الانسان”.
ويلفت، وهو يضحك إلى أن “هذه قناعتي الشخصية، حيث من الصعب جدا اطلاق النار على شخص ما بمجرد شرب كوب جيد من الشاي معه”.
وذكر التقرير أنه بالاضافة إلى الحث على تعميق التفاهم بين الأديان، فإن الدير في السليمانية، يحاول خدمة السكان المسيحيين المحليين”، مشيرا إلى أنه “بعد افتتاحه كان تركيزه الأساسي ينصب على مساعدة اللاجئين المسيحيين الذين وصلوا الى كوردستان، والعديد منهم كانوا من الهاربين من سيطرة داعش على شمال العراق، وكان بعضهم الاخر ممن هربوا من اضطرابات الحرب الاهلية السورية”.
وبحسب التقرير فإنه خلال ذروة ازمة اللاجئين هذه، كان يعيش في الدير 255 مسيحيا نازحا، إلا أنه لم يتبق حاليا سوى 3 او 4 عائلات، مشيرا الى أن اقل من نصف النازحين عادوا الى ديارهم، بينما انتقل حوالي الثلث الى الخارج، وهو ما يعني أن تركيبة السكان المسيحيين المحليين قد تغيرت بشكل كبير.
وأشار التقرير، إلى أنه “مع مغادرة عدد متزايد من المسيحيين إلى الخارج، فإنه يجري استبدالهم بعمال مهاجرين مسيحيين من اقصى الشرق في آسيا، وبعض البلدان في أفريقيا، وهم يجلبون عائلاتهم معهم”، وبحسب القس بيتزولد فإنه “في يوم من الايام، سيكون هؤلاء المهاجرون هم المسيحيين المحليين الجُدد، أن مهمتنا هي خدمتهم”.
وردا على سؤال، عما إذا كان القس بيتزولد يرى أن عمل الدير يساهم في الكشف عن مستقبل أكثر أملا، قال “لا اعلم ما اذا كنا نحن نعتبر بذرة أمل، لكن هدفنا هو مساعدة الأشخاص الذين نعمل معهم على اكتشاف تلك البذرة الموجودة داخل أنفسهم.”
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط