الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع براثا عن عفا الله عما سلف والبيان رقم (1) للكاتب كرار الياسري بتأريخ 2009-03-23: تأتي تصريحات نائب الرئيس طارق الهاشمي للتغاضي عن كل الجرائم التي اقترفها البعث خلال سنوات حكمه بترديده للمقولة التي اعتمدها قبل نصف قرن من الان عبد الكريم قاسم أول رئيس للوزراء في العراق الجمهوري (عفا الله عما سلف) متناغمة مع دعوة رئيس الوزراء للبعثيين بالعودة للعب دور في رسم خريطة المستقبل السياسي للبلد الذي ماكان له ان يصل الى الحال المزرية التي هو عليها الآن لولا السياسات الطائشة للبعث.وقبل الحكم على هذه التصريحات علينا ان نراجع سياسة عفا الله عما سلف التي طبقت عام 1959 ونرى مدى الفائدة التي حققتها للبلد قبل الدعوة الى اعتمادها مجددا. في شهر تشرين الاول سنة 1959 تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم الى محاولة اغتيال فاشلة على ايدي مجموعة من رجال العصابات المنضوية للعمل تحت مسمى حزب البعث وبعد نجاته من تلك المحاولة قرر العفو عن المشاركين في عملية الاغتيال كان من ضمن هؤلاء (صدام حسين الذي سيصبح بمرور الايام احد قادة العراق اولا ثم القائد الضرورة الوحيد الذي يبطش بالقريب والبعيد اعتمادا على الشك والحدس ) وسرعان مادفع الزعيم حياته ثمنا لتلك السياسة على ايدي من عفا عنهم بالامس القريب لتبدأ مرحلة العقود الاربعة المريرة والقاسية ( 1963- 2003)عندما تحكم رجال العصابات اولئك بمقدرات البلاد والعباد ولم تنتهي الا بسقوط تمثال ساحة الفردوس. وبعد عملية التغيير في نيسان 2003 تغلغل البعثيين بأساليبهم الماكرة وبطريقتهم السرية المعهودة في العمل والتي برعوا فيها واجادوا فنونها في الكثير من وزارات الدولة ومؤسساتها الحساسة والاجهزة الامنية المختلفة حتى ان الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث ادعت لدى لجنتي النزاهة والاجتثاث في مجلس النواب على وزير الداخلية جواد البولاني متهمة إياه ب (أعادة تبعيث) الوزارة والامتناع عن طرد عدد من القياديين البعثيين الذين عينهم في مراكز حساسة في الوزارة وحسب المدير التنفيذي في هيئة الاجتثاث فأن 7 من أصل 8 من كبار الموظفين الذين عينهم اعضاء كبار في حزب البعث بمن فيهم مدير مكتبه وعدد من مستشاريه وأعاد الكثير من الضباط منهم 23 ضابط في الكوت وحدها وقد اعترف أحدهم بأنه عضو في شبكة كبيرة تمتد أذرعها في عدد من المحافظات تقوم بتزوير الشهادات وتعيين الضباط وماخفي كان اعظم بالاضافة الى عدد لايستهان به من الموظفين المشمولين بالاجتثاث الى الخدمة في محاولة للترويج للفكر البعثي حسب قول المدير التنفيذي في الهيئة. وتأتي عملية اعتقال ضباط كبار في وزارة الداخلية أوائل العام الحالي من المتهمين بإصدار هويات خاصة بالوزارة للارهابيين لتسهيل حمل السلاح بأسم الدولة العراقية للقيام بأعمال ارهابية تصل الى حد القيام بانقلاب عسكري لتؤكد مدى التغلغل البعثي.وتقع على عاتق المخلصين من المسؤولين والشرفاء من ابناء هذا البلد مسؤولية التصدي وبقوة لكل المحاولات الرامية الى اعادة الزج بالبعث في العمل السياسي مرة اخرى لان ذلك لو تحقق فأننا سنكون على مسافة هي أقرب مما نتصور للبيان رقم ( ا ) وعندها تكون مقولة السيد المالكي بأن عصر الانقلابات في العراق ولى من دون رجعة مجرد كلام عابر لان رئيس الوزراء نفسه سيكون في خبر كان.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” (المائدة 95) فينتقم: الفاء حرف واقع في جواب الشرط، ينتقم فعل. الْكَعْبَةِ: الْ اداة تعريف، كَعْبَةِ اسم علم، بالغ الكعبة: أي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به. حرم اسم أنتم حُُُرم: محرمون بحج أو عمرة، عدل: مثل، معادل، مقابل. و العَدل و العِدل: المثل و النظير. ذَوا عَدْلٍ: أصحاب عدالة من أهل العلم. عَدْل ذلك: معادل الطعام ومقابله. يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تقتلوا صيد البر، وأنتم محرمون بحج أو عمرة، أو كنتم داخل الحرم ومَن قتل أيَّ نوعٍ من صيد البرِّ متعمدًا فجزاء ذلك أن يذبح مثل ذلك الصيد من بهيمة الأنعام: الإبل أو البقر أو الغنم، بعد أن يُقَدِّره اثنان عدلان، وأن يهديه لفقراء الحرم، أو أن يشتري بقيمة مثله طعامًا يهديه لفقراء الحرم لكل مسكين نصف صاع، أو يصوم بدلا من ذلك يوما عن كل نصف صاع من ذلك الطعام، فَرَضَ الله عليه هذا الجزاء، ليلقى بإيجاب الجزاء المذكور عاقبة فِعْله، والذين وقعوا في شيء من ذلك قبل التحريم فإن الله تعالى قد عفا عنهم، ومَن عاد إلى المخالفة متعمدًا بعد التحريم، فإنه مُعَرَّض لانتقام الله منه.
وفي تفسير الاية (المائدة 95): حدثنا هناد قال: حدثنا ابن أبي زائدة قال: أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما”عفا الله عما سلف” ؟ قال: عما كان في الجاهلية. قال قلت: “ومن عاد فينتقم الله منه” ؟ قال: من عاد في الإسلام، فينتقم الله منه. وجاء في تفسير الكاشف محمد جواد مغنية “فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ” (البقرة 194) ان هذه الآية نزلت في القصاص، والمعاملة بالمثل في موارد خاصة، كالحرب وقطع الأعضاء، أي من قاتلكم فقاتلوه، ومن قطع يد غيره تقطع يده، وما الى ذلك. والخلاصة ان جزاء المعتدي قد يكون بالمثل، وقد يكون بغيره، وفي سائر الأحوال ينبغي أن يكون الجزاء انتصارا للحق. أقول فعلى الحاكم العادل ان يطبق القصاص لحماية شعبه.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط