هل علينا نشكر ترامب بسبب قرار إلغاء الاستثناء ؟
بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق
كما يعلم المتابع جيدا للأحداث و الأوضاع السياسية في العراق ، ما بعد الاحتلال الأمريكي ، و تسليم السلطة للأحزاب والتنظيمات الموالية النظام الإيراني وميليشياته الولائية : ـــ
إن أزمة الطاقة الكهربائية في العراق من حيث كونها قد أضحت مزمنة وعويصة شائكة حتى هذه اللحظة ، وعلى مدار العشرين السنة الماضية ، رغم إنفاق عشرات مليارات دولارا ــ بلغت حدود 80 مليار دولار ــ بحسب بعض التقييمات الواردة في وسائل الإعلام ــ ( وهي مبالغ طائلة جدا ، تسربت في غالبيتها العظمى إلى جيوب زعماء الأحزاب الإسلامية ــ الشيعية ـــ السنية ــ الفاسدة و حساباتهم البنكية في الخارج ) ولكنها شكليا صرُفت بذريعة تطوير و تنمية الطاقة الكهربائية ، طبعا ، دون وصول إلى أن يكون على مستوى جيد من تقديم خدمات نوعية ، متواصلة ليلا و نهارا بالنسبة للمستهلك العراقي ، الذي أصبحت عنده هذه الخدمات بمثابة حلم غير قابل للتحقق إلا بمعجزة المعجزات !، وخاصة في أيام الصيف الطويلة القائظة لهيبا و فورانا جحيما من المناخ العراقي المعروف بشدة حرارته القصوى ..
ولكن ينبغي أن نعلم إن الهدف المتعمد من عدم تطوير وتنمية الطاقة الكهربائية ، عبر عشرين عاما ، من محاولات ومزاعم كاذبة ومضللة ، لم يكن مقتصرا فقط على عمليات السرقات الكبيرة هذه ، من قبل الأحزاب و التنظيمات الفاسدة ، إنما كان يتضمن هدفا آخر ، إلا وهو دعم وتعضيد الاقتصاد الإيراني وتوفير سيولة العملة الصعبة الدائمة لخزينة الدولة الإيرانية التي كانت تُعاني من الشحة الشديدة بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية ..
والآن وبعد قرار ترامب بإلغاء قرار الاستثناء لشراء الغاز الإيراني ، يُفترض أن تتخذ الحكومة العراقية ــ إذا كانت حكومة وطنية بحق و حقيقة ــ أي أن تقوم بخطوات جدية و جذرية في تأسيس شركة وطنية للكهرباء مستقلة تماما عن أية تبعية أو مؤثرات ابتزازية خارجية بل و توفيرا للعملة الصعبة ، بما في ذلك إنتاج و صناعة الوقود ــ الغاز ــ محليا ، حيث يوجد كل المستلزمات المادية لخلق مقومات إنتاج هذا النوع من الغاز ، لتشغيل أجهزة الطاقة الكهربائية بشكل متواصل ، بدلا من الاستيراد والشراء من الخارج ..
قلنا ” يُفترض ” !… …………
لأننا نعتقد ـ انطلاقا من تجارب سابقة ــ أن ما يسمى ب” الإطار التنسيقي ” المكوُن من أحزاب الفساد واللصوصية التي تدير الحكومة من وراء الكواليس ، هي نفسها التي أهملت عملية تطوير وتنمية الطاقة الكهربائية في العراق ، رغم وجودها في السلطة منذ تلك الفترة الطويلة جدا و حتى الآن ..
دون أن نضيف إلى إن الهدف الأساسي لهذه الأحزاب والتنظيمات هو التخريب وليس البناء والتعمير والتحديث ..
وهذه ليست تهمة اعتباطية أو عشوائية من قبلنا ، إنما حقيقة منطلقة من دلائل وبراهين السنوات العشرين الماضية من التخلف والتدهور و التهرؤ للبنى التحتية وباقي مرافق الدولة الأخرى المترهلة جدا بسبب عدم التأهيل أو التجديد ..
إذ أن أقل زخة مطر خفيفة تحوّل شوارع بغداد إلى مستنقعات كبيرة و أوحال عميقة تغوص فيها أقدام التلاميذ الصغار الذاهبين إلى المدارس و يتعثرون وقوعا فيها ، ناهيك عن أقدام الكبار الماضين إلى شؤونهم وأعمالهم الأخرى ..
هامش ذات صلة :
*( ترامب يلغي الإعفاء الأمريكي للعراق باستيراد الكهرباء والغاز من إيران ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق )