الدكتور فاضل حسن شريف
هذه الحلقات هدية الى روح السيدة فيروز صادق فيلي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته زوجــــة السيد أنور عبد الرحمن رئيس تحرير صحيفة صوت العراق.
عن تفسير الميسر: قوله سبحانه “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ” ﴿الروم 52﴾ الْمَوْتَى: الْ اداة تعريف، مَوْتَى اسم. فإنك أيها الرسول لا تسمع من مات قلبه، أو سدَّ أذنه عن سماع الحق، فلا تجزع ولا تحزن على عدم إيمان هؤلاء المشركين بك، فإنهم كالصم والموتى لا يسمعون، ولا يشعرون ولو كانوا حاضرين، فكيف إذا كانوا غائبين عنك مدبرين؟. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ” ﴿الروم 52﴾ بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء “ولَّوْا مدبرين”.
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ” ﴿الروم 52﴾ قال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلّم “فإنك لا تسمع” يا محمد “الموتى ولا تسمع الصم الدعاء” شبه الكفار في ترك تدبرهم فيما يدعوهم إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تارة بالأموات وتارة بالصم لأنهم لا ينتفعون بدعاء الداعي فكأنهم لا يسمعونه “إذا ولوا مدبرين” أي إذا أعرضوا عن أدلتنا ذاهبين إلى الضلال والفساد غير سالكين سبيل الرشاد. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ” ﴿الروم 52﴾ تقول الآية الأولى: “فإنّك لا تسمع الموتى” ولذلك لا تؤثر مواعظك في أصحاب القلوب الميتة. وكذلك “ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين”.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الموت: قبض الأرواح: لقد نُسب في الآيات الشريفة توفي الأنفس تارة إلى الله، وتارة أخرى إلى الملائكة، وتارة ثالثة إلى ملك الموت، كما في: قوله تعالى: “اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الزمر 42). قوله تعالى: “الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (النحل 32). قوله تعالى: “قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ” (السجدة 11) والنسب الثلاثة صحيحة فان الخلق والتدبير للّه وحده فقد قال تعالى: “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين” (الأعراف 54) وكونه تعالى مدبرا لا ينافي أن يكون هناك أسباب غيبية أو طبيعية لقبض الأرواح فهو من شؤون التدبير، فتوفي الأنفس وأخذها فعل الله تعالى، وفي الوقت نفسه يُنسب للملائكة، ويُنسب إلى ملك الموت.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ” ﴿الروم 52﴾ قوله تعالى: “فإنك لا تسمع الموتى إلى قوله فهم مسلمون” تعليل لما يفهم من السياق السابق كأنه قيل: لا تشتغل ولا تحزن بهؤلاء الذين تتبدل بهم الأحوال من إبلاس واستبشار وكفر ومن عدم الإيمان بآياتنا وعدم تعقلها فإنهم موتى وصم وعمي وأنت لا تقدر على إسماعهم وهدايتهم وإنما تسمع وتهدي من يؤمن بآياتنا أي يعقل هذه الحجج ويصدقها فهم مسلمون. وقد تقدم تفسير الآيتين في سورة النمل.
جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في الدرّ المنثور للسيوطيّ: عن أبي اُمامة قال: صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله بعد حجّته، فكان يكثر قراءة “لا اُقسم بيوم القيامة” فإذا قال: “أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى” (القيامة 40) وسمعته يقول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. وجاء في موقع منظمة معارف الرسول: في الدرّ المنثور: كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية “أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى” (القيامة 40) قال: سبحانك اللّهمَّ وبلى. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم. المصدر: نهج الفصاحة. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثر ذكر الموت فإنّ ذكره يسلّيك ممّا سواه. المصدر: نهج الفصاحة. و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتمنّينّ أحدكم الموت لضرّ نزل به.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط