بأيّها نقتدي للخلاص : تبديل الوجوه, أم تبديل الثقافة؟

بأيّها نقتدي للخلاص : تبديل الوجوه, أم تبديل الثقافة؟

هل يجدي نفعاً تبديل مسؤول بمسؤول أو وزير بوزير أو رئيس وزراء أو جمهورية بآخر أو حتى حكومة كاملة بحكومة أخرى!!؟

سؤآل يمثل العمود الفقري للقصاء على الفساد في حال حلّه لبناء دولة المواطنة و المساواة الخالية من الفوارق الطبقية والحقوقية و العنصرية و المذهبية و التحاصصية الظالمة و السائدة على مدى ربع قرن, و كل يوم في تجربة جديدة فاشلة بآلتأكيد و كأن العراق تحول إلى حقل تجارب يتعلم منها الساسة على حساب دماء و أموال الأبرياء من أبناء الشعب!!؟

لكن كيف يُمكن تغيير الواقع الفاسد الحالي .. إلى واقع وطني آمن يعيش بظله الجميع بأمان و سعادة و حال واحد و يد واحدة متّحدين في السراء و الضراء بعيدا عن هذا الواقع الفاسد و الخراب المنتشر الذي أوجده الأحزاب و الشخصيات المأزومة الجاهلة و المريضة الحالية !؟
و الجواب هو :
بداية و قبل الجواب ؛ سأضيف لما تقدم .. قبل قليل؛ أن بعض الأخوة أرسلوا لي خبر مفاده تغيير قائد عمليات ميسان اللواء عبد الحسين الخزعلي … هذا اليوم, كما يحصل ذلك في كل المحافظات و حتى المركز و في قمة المؤسسات و الوزرات و الأحزاب و كأنهم يطلبون جواباً !؟
لكننا تسألنا على الفور ؛ و هل من فائدة في ذلك التغيير ؟

و هل سيتغيير الوضع حقاً بتبديل وجه جديد, خصوصا لو علمنا بأنّ عشرات الحكومات و ستة رؤوساء وزراء مع المسؤوليين حولهم قد تمّ تبديلهم للآن بسبب المحاصصة و الفساد و الدمار الذي أحدثوه منذ بداية السقوط و للآن, فهل تغيير الوضع … أم ساء أكثر فأكثر!؟

وهذا هو العراق أمامكم منذ ذلك الحين و كل شهر و سنة .. بل كل إسبوع أحياناً يتبدّل الكثير من المسؤوليين و الوزراء فيه بسبب المناهج الخاطئة المعروفة و المنتشرة في العراق .. بفعل و بمعية تلك الحكومات خصوصاً في (أموال النقد) ..

لقد شهدنا و للأسف بأن الذي يأتي و يحلّ مكان السابق في منصبه ليس بأفضل منه أو ممّن سبقهم, هذا إذا لم يكن بأسوء ممّن سبقهم و يفعل ما يحير العالم و الشيطان نفسه, حتى قلت جزافاً [لقد إستقال الشيطان من منصبه بعد ما رآى أفعال هذا البشر الملعون]!؟

المهم كان جوابي على تبديل قائد عمليات العمارة هذه المرة و هذا اليوم؛ كما في السابق هو التالي :
أخي و ما الهدف من ذلك التبديل, إذا كانت المنابع الثقافية مؤدلجة و مشوهة , و لا يفهم أثقفهم معنى فلسفة الحكم .. فهذا العامري خرج علينا البارحة يبيّن نهج المتحاصصين بكونهم لم يأتوا لأجل ملأ البطن و المادة فقط ؛ إنما جاؤوا و حسب توصية أمامه لأجل بناء الدولة و التصدي للباطل!؟
ولا ندري أية دولة يعني السيد العامري بعد ربع قرن؟
و آلعراق أساساً تابع لدول أخرى و تنتهك أرضها و حرماتها و سمائها لأبسط الأشياء من قبل الدول العظمى و الصغرى.
و أيّ تصد للباطل يعني هذا العامري؛ و هم يسرقون أموال آلفقراء بلا رحمة و لا ضمير, بل و يسندون حتى الفاسدين و منهم فلاح السوداني و نور زهير صاحب صفقة القرن و كل من تسنّم مسؤولية بعد و قبل 2003 م حيث سرق الجميع إلا ما ندر!؟
محبتي و تواضعي, بل روحي أقدّمها أمام من يفهم كلامي هذا على الأقل .. و يسعى للحل و لمحاربة الفساد أيضاً .. و الذي سيحصل بشكل طبيعي , , و لا يجدي تبديل رئيس برئيس أو حزب بحزب فقد جرّب العراق مئات المرات ذلك و شهد العالم بأنّ التغييرات و التبديلات التي حصلت للآن لم تنفع شيئاً .. لأن [هالـ كعك من نفس العجين] كما يقول المثل العراقي المعروف.

و الحل الأمثل يكون في تغيير البنية الفكرية و رسم ستراتيجيات هادفة لبناء دولة العدالة لا المحاصصة و الفساد!؟
لكن متى يفهم العراقيون كلامي هذا الذي نطقت به منذ عقود .. و الله من السبعينات.. حتى مللتهم و ملّوني و ها هم يرجعون للوراء ؟
خصوصاً و نحن نتجّه بفعل القوى العظمى هذه الأيام؛ لتغيير خارطة الوطن و منهجه إلى إتجاه و وضع آخر .. الله وحده يعلم بنتائجه .. بعد ما فشلت تجارب الأحزاب و العتاوي المتحاصصين السيئيين للغاية الذين فهموا فلسفة الحكم بأنه للثراء و للموائد و الصحون الدسمة و الغنية و القيمرية والقوزية !؟
و يفترض الآن .. و بعد ما فهمَ .. مَنْ فهم طرحنا آلآنف .. أن يسألنا :
ما آلسبيل لتغيير ثقافة الناس إذن للخلاص .. حتى ننتُج أناس صالحين رحماء و أفضل من هذه الطبقة السياسية اللعينة التي وضعت العراق بين فكوك كماشات متعددة و هم كآلثعالب يترقبون و مرتزقتهم و يحومون من بُعد حول ما تبقى من كعكتهم!؟
فهل هناك من يسألنا بورع و إجتهاد عن نهج الخلاص لنكون له أحبة مخلصين بتقديم الحلّ الأنجع إن شاء الله؟

للأتصال عبر الواتسآب أو عبر البريد : [email protected]

وأُفضّل أن يكون الطرح على هذا الموقع النيّر ليستفيد الجميع إن شاء الله وشكرا لمديري الموقع وللسائل إن وجد بإذن الله.
و (هل على الرسل إلا البلاغ المبين).

عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here