الشعب الموجوع!!

الشعب الموجوع!!

يا جُموعاً تَتَمادى بالرغابِ
وشخوصاً بافتراسٍ كالذِئابِ
*
ما لها الدُنيا اسْتباحَتْ مُبْتَغانا
وتَداعتْ نحوَ إنّا بارْتيابِ
*
عَسَلٌ مِنّا ومُرٌّ مُحْتَوانا
وعَليْنا باصْطراعٍ واضْطِرابِ
*
نَتَسلى بِرموزٍ لا بفِكْرٍ
فانْتَهيْنا لدمارٍ مُسْتَطابِ
*
كلّما جِئْنا لنُورٍ في حَياةٍ
جَعَلوا النارَ وَعيْداً للشبابِ
*
سَجَّرونا بكلامٍ مِنْ لهيْبٍ
فخُدِعْنا بدُخانٍ وسَرابِ
*
إنّ فيْنا ما يُعاديْنا مِراراً
فانْدفعْنا نَحْوَ مَيْدانِ انْعِطابِ
*
جَوْلةُ العُدوانِ دامَتْ وتنامَتْ
ولها مِنّا أعاجيْبُ العُجابِ
*
إجْتَهدْنا بشرورٍ ذاتِ سَبْقٍ
وتَفاخَرْنا بمَجْزوزِ الرِقابِ
*
نَفْسُ مَخْلوقٍ أبانَتْ مُنْطَواها
دونَ رَدْعٍ فَتَواصَتْ باسْتلابِ
*
إنَّ تأنيْبَ ضَميرٍ إحْتَوانا
فجَلدْنا كلَّ حَيٍّ بالخَيابِ
*
وأتَيْنا بوحوشٍ مِنْ بَعيْدٍ
وارْتضيْناهمْ سَبيلا للعِقابِ
*
وأساؤا ثمَّ ساؤا بفَسادٍ
وأعَدْناهُمْ بعزمٍ للرِكابِ
*
إنْ فَعَلنا فبِقوْلٍ كهُراءٍ
يَمْنحُ الشَّرَ أمانَ الإغْتِصابِ
*
فَتَقوّى كلُّ شِريْرٍ عَليْنا
وأتانا بمَكيداتِ العَذابِ
*
مَسْرحيّاتُ إبْتِزازٍ واغْتِنامٍ
تَتَغنّى باضْطِهادٍ وانْتِحابِ
*
يا سُراةً أطعَموها بَعْدَ جوعٍ
وبأمْرٍأهَّلوها للنِكابِ
*
فأجادَتْ بوَفاءٍ ما أرادوا
وتَراضَتْ وتعادَتْ بالخِطابِ
*
بيْنَ أفكٍ وضَلالٍ سائدٍ
نَهْجُها صارَ أميْنا للصِحابِ
*
خُلقوُا الدينَ بأديانِ هَواها
تَنْطِقُ الأحْزابُ مِنْ وَحْي احْتلابِ
*
أيّها الكذّابُ فينا دُمْ كَذوبا
صدقَ الكِذبُ بتِكْرارٍ مُحابي
*
إنّهمْ قادوا زمانا بافْتِراءٍ
بأساطيرٍ تراءَتْ بثيابِ
*
أوْقَدوها بانْفِعالٍ وبِفِعْلٍ
مُسْتثيرٍ لسَعيْراتِ احْتِرابِ
*
أيُّها المَرءُ المُكنّى بوَفاءٍ
ذلك الأوْفى أميْنُ الإصْطِحابِ
*
أيَّ دينٍ إدّعَيْتُمْ بسلوكٍ
ما أتَيْتُمْ ضدَّ دينٍ بكتابِ
*
كيفَ فيها إرْتَضيتمْ ما جَلبتمْ
وِزْرَ سُوءٍ وفَسادٍ وخَرابِ
*
بعدَ حينٍ ما أثِبْتُمْ لرَشادٍ
ومَضَيْتُمْ بسلوكِ الإنْتهابِ
*
مِنْ حَرامٍ قد أكَلتمْ وشربْتمْ
وبِسُحْتٍ مِنْ شَديدِ الإرْتِعابِ
*
ما تواصَيْتُمْ بأرْضٍ وعِبادٍ
وبأمٍّ وبديْنٍ وشَبابِ
*
قُتِلَ الناسُ بحَقٍّ صارَ ذَنْبا
فغَدى المَوتُ جزاءً كالثوابِ
*
مِحْنةُ الشعبِ بنَفسٍ ذاتِ سُوءٍ
أوْجَدَتْ خَلقا تَباهى بالشرابِ
*
سوفَ يَبقى كلّ دجّالٍ ظلومٍ
فاسْتَعِدوا لوَجيْعٍ الإنْتِخابِ!!
*
هَلْ رأيْتُمْ في زَمانٍ ومَكانٍ
بَشراً دونَ أخْلاقِ الترابِ؟!!

د-صادق السامرائي
2\1\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here