يعيش الشعب العراق حياة من القهر وفقدان الأمل بما كان يرجوه لحياة تحقق له الخير والسعادة , بعد معانات قاسية عاشها تحت حكم السلطة العثمانية التي دامت لمدة خمسة قرون من الفقر والجهل والمرض , فقد الكثيرون حياتهم في الحروب التي شارك بها العثمانيون و زج بها المواطنين والمجاعة التي حلت بهم خلال استنزاف الخزين من القوت لحاجة المواطنين لها , وبعد زوال حكم العثمانيون وبداية الحكم الوطني بقيادة المغفور له الملك فيصل الأول والذي كان ساعده المرحوم نوري السعيد الذي أجاد خلال حكمه في تطور العراق وقاده بهمة وجهد إلى مشارف القرن العشرين , عمل في جو من التحدي مشحونة تحرضه دول كانت تطمع بخيرات العراق , وأحزاب كانت توهم الشعب العراقي مرة بالوحدة والحرية وأخرى وطن حر وشعب سعيد , لم تحقق كل الشعارات والوعود وبعد انقلاب 14 تموز وسقوط الحكم الملكي خلال مجزرة قام بها الغوغاء , وكان ضحيتها العائلة المالكة من ضمنها الملك الشهيد وحياة خاله الوصي , ولم يكن لها النجاح لولا الحشود من الغوغاء التي احتشدت في شوارع العاصمة بغداد بعد نداء قيادة الحزب الشيوعي لها , لذا يكن باستطاعة قوة من الجيش المسارعة لنجدة المرحوم فيصل الثاني وعائلته , خاصة الحرس الملكي الذي كانت مهمته حماية العائلة المالكة, لكن قضي الأمر وانتهى زمن من الإصلاح والتطور ليبدأ سقوط العراق إلى الهاوية ودما ر ما شيد من نهضة وعمران , تحول العراق أيام من القهر والأحكام العسكرية وكان المثل السيئ بشخص الدكتاتور صدام حسين الذي حكم العراق وكان حكمه وبالا على الشعب العراقي ورطه بحروب وإعدامات طالت اكثر من مليون شهيد جلهم من شبيبة العراق , واعتقل وشرد آلملاءين منهم اكثرهم من طبقة المثقفين والعلماء من مهندسين وأطباء هم الآن يشغلون مراتب عليا في دول العالم بالوقت الذي كان الخريج العراقي ينطلق عائدا لأرض الوطن مكانه في مجالات الطب والهندسة كما كان عليه الحال خلال الحكم الملكي , والآن حل محلهم أشخاص من الحزبيين حاملي الشهادات المزورة , يشغلون المناصب الحكومية ليسهل لهم السرقة والاحتيال ليزداد الفقر والجهل كما هو الحال الآن , في فترة الحكم الملكي عندما ينهون دراستهم خرجي المعاهد العليا العودة وأخذ دورهم في إدارة الدولة بإشراف المرحوم نوري سعيد وقتها كانت ميزانية الدولة مليون باوند أسترليني فقط استطاع خلالها تخصيص مبلغ كبير لمجلس الأعمار وسداد حاجة المواطنين للعيش السوي , لو كان له الاستمرار بما يملكه العراق وقتها من موارد طبيعية وطبقة من الكوادر الفنية التي عادت برغبة صادقة لتشارك في الجهد لتنفيذ هذا المشروع لكان العراق في ازدهار وتطور يفوق دول الجوار التي استطاعت رغم فقر المواد الطبيعية استطاعت بوحدة شعوبها ورغبتهم الصادقة بناء بلادهم المزدهر عمرانيا والتي هي الآن في مصاف دول العام المتطورة , وكان ما صرح به بفخر , سكرتير الحزب الحزب الشيوعي السابق , حميد مجيد موسى أمام شاشة التلفزين العراقي , نحن اسقطنا الحكم الملكي في العراقي ,لذا يتحمل كل ما حل للشعب العرقي بعدها من أحكام ديكتاتورية ودمار وخسارة ما حصل عليه من إيرادات كبيرة للسرقة والحروب التي خسر العراق ماله وشبابه كانت نتيجتها الوضع المدمر الكارثي الذي يعيشه الشعب العراقي الآن .
لقمان الشيخ
فنان تشكيلي .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط