أعظم كنزنا : سلامنا الداخلي

أعظم كنزنا : سلامنا الداخلي

بقلم مهدي قاسم

في غمرة سعينا إلى كسب رضا أو إعجاب الآخرين يوما بعد يوم ، نكون قد حرمنا نفسنا من الانتباه إلى ذواتنا أو الإعجاب بها من قبلنا …

دون أن نسأل أنفسنا يا ترى لماذا يهمني كسب إعجاب الآخر دون أن اكسب إعجاب نفسي بنفسي أولا ، قبل السعي لكسب إعجاب الآخرين ..

و مما يدعو إلى أسى ومرارة أن نكتشف ذلك متأخرا ــ اي اهمال أنفسنا لصالح الآخر ــ بعدما نكون قد استهلكنا طاقتنا إلى حدها الأقصى بهدف نيل إعجاب هذا أو إرضاء ذاك ، دون أن يخطر على بالنا أن نكون نحن المركز والضوء العاكس يجذب الآخرين إلينا من خلال الثقة بالنفس وعبر إبتكارات و إنجازات مهمة وذات فائدة و معنى ، طبعا ، بدلا من أن نترك أنفسنا ليجرها الآخرون خلفهم مثل ظل باهت أو تابع ؟..

ولكن الأهم من ذلك أن هو نخلق من خلال إعجابنا بأنفسنا ، سلامنا الداخلي الحميم الجالب للاطمئنان ، و الذي يُعد أعظم كنز يجب أن نسعى إلى خلقه في دواخلنا و بصلة دائمة مع شعورنا وإحساسنا بالراحة النفسية الدائمة ، تلك الراحة النفسية التي لا تضاهيها عملية كسب إعجاب أي مخلوق أو كائن مهما كان ، بدلا من أن نترك أرواحنا و أنفسنا هدفا لصخب العالم وضجيجه وتياراته السلبية المزعجة أن تجتاحنا على مدار الأيام والسنين ..

وينبغي أن نضيف أخيرا إلى أنه بات لوسائل السوشيال ميديا و صفحات التواصل الاجتماعي ومثيلاتها دورا مغريا و خطيرا في عصرنا الراهن ، من ناحية اندفاعات حالة مسيطرة من لهاث دائم لكسب إعجاب الآخرين على حساب إهمال الإعجاب بالذات ، وهو الأمر الذي يتطلب الانتباه إلى ذلك ، و السعي التدريجي إلى التخلص من تأثيراتها السلبية بدلا من تركها لتتحول إلى حالة من إدمان وتعلق متلهفين ، بسبب أجواء الإغواء الجذابة الشديدة و صعبة المقاومة في أحايين كثيرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here