خوار: ضائع , تائه , ضعيف منكسر , ولها معاني أخرى متنوعة
“نعجة خوار” و “عنزة خوار” أي ضائعة , ذلك الصوت الذي كان يتردد في شوارع مدينتنا كل مساء , فعندما كانت تأتي المواشي بعد الرعي مع الراعي , ويطلقها لتعود إلى أهلها , بعضها تضل طريقها , فيتم تأجير أحدهم ومعروف الإسم لمن عاش تلك الفترة , ويبدأ بالتقويع (الصياح بصوت عالي) ولهذا أحيانا يُسمى ” أبو قوّع” , وغيرها من أبو وما يتبعها.
“أبو قوّع” عزيزي عليك إن كنت موجودا , أن تنادي “بشر خوار” , ” بشر مغيب” , ” بشر مخطوف” , وأكمل معزوفتك التبويقية اللازمة للعثور على البشر حيا أو ميتا , في زمان , لا أرى ولا أسمع , وكل لشة معلكة من رجلها أو كراعها!!
وكل مَن عليها طاح , فما أسهل خطف البشر , وإقتلاعهم وطمرهم بالتراب , ولا من كال ولا من حجة , ظلمة ودليلها أعمى , والأسود تجول وتصول , وما أكثر الغزلان والثيران الناصعة البياض.
كان يحدثني وحسبته يتكلم عن خيال , وعندما رأى إستغرابي ودهشتي , أردف قائلا: أ ليست الحقيقة أغرب من الخيال؟
قلت: في عالمنا المعاصر الخيال يتحرك بيننا , وتسبقه أدوات التعبير عما بعده.
إنها حكاية زمن مأفون تسيّد فيه الجنون , وتوسد الكرسي كانون , وإنتشرت الرزايا وعربدت الظنون , فعن أي بلادٍ وخلقٍ يتحدثون؟
البشر إقتلع باءه , وشمر عن سواعد شروره , وأعلن فوق التراب سقر!!
قال أحدهم: إنها المواجهة فإلى أين المفر!!
وصاح صائحهم: “وين إبن الحلال……”
د-صادق السامرائي
11\12\2022
Read our Privacy Policy by clicking here