2025-02-14
يضع بجانبه صندوقاً مليئاً بـ”أكياس الشيبس”، ويتكئ على سياج جسر الجادرية المطل على نهر دجلة، حيث تتجمع النوارس، ليكون “الشيبس” الذي يبيعه هو غذاؤها، ويشتري منه المارة الذين يتوقفون لإطعام النوارس والتقاط الصور لها.
الصبي حسين عبد الائمة، (9 أعوام) ينتهر فرصة وجود النوارس، وخاصة في شهر شباط/فبراير، الذي يعد موسما لها، حيث تتجمع فوق نهر دجلة، لبيع الشيبس، إلى جانب صبية آخرين.
ويقول الصبي،، إنه “بعد إنتهاء موسم النوارس، ألجأ لبيع الورد، لكن بيع طعام النوارس يعد مريحا، فأنا أكسب رزقي من العابرين الذين يستمتعون بإطعام النوارس الذي أبيعه”، مضيفاً: “مارست أعمالاً عدة من أجل إعالة أسرتي ومنها بيع السجائر والماء وغيرها من الأعمال المشابهة”.
وهناك أعمال موسمية كثيرة يمارسها البعض بسبب زيادة الطلبات عليها، مثل بيع “اللبلبي”، الذي يعد من الأكلات الشتوية المفضلة.
حيث تصطف عربات بيع “اللبلبي” وهو الحمص المسلوق، في الشتاء قرب الحدائق والمتنزهات العامة وخاصة وقت الغروب، إذ توفر هذه المهنة الموسمية فرص عمل للعاطلين في بغداد، وتدر ارباحاً معقولة تتيح للعاملين المباشرة بعمل آخر عند انقضاء الشتاء.
ويؤكد كامل طعمة غازي، صاحب عربة بيع لبلبي (33 عامًا)، أنه يمارس هذه المهنة منذ سنوات عديدة، مردفاً بالقول خلال حديثه للوكالة: “مهنتي، وعلى بساطتها، توفر لي دخلاً يومياً جيداً يزيد عن حاجة الأسرة، لذا أنا أوفر بعض المال الفائض لأمارس عملاً اخر عند انتهاء الشتاء”، وينوه بأنه يهتم بعربته وادامتها وجعلها جذابة من خلال تزويدها بأضواء ملونة وبعض الرتوش الاخرى الجاذبة، لأنها مصدر الرزق الأساسي.
ويحول باعة اللبلبي في فصل الصيف عرباتهم إلى بيع العصائر، إذ يشير غازي، إلى أن “الاقبال على شراء اللبلي في الصيف يقل بنسبة كبيرة بسبب حرارة الجو، فيما يزداد الطلب على المياه والعصائر والمثلجات”.
وثمة عربة صغيرة، تسمى “ستوتة”، يستخدمها باعة متجولون في المناطق والأحياء الشعبية لبيع الآيس كريم في فصل الصيف، وتتحول إلى بيع اشياء أخرى في الشتاء مثل “شعر بنات”،وهو مسحوق السكر.
بدوره، يقول كاظم عبد الرضا، (40 عاما)، “أنا أمارس اعمالاً تتوافق مع الفصول، ففي الصيف أتجول في الاحياء الشعبية بعربتي لبيع الآيس كريم”.
ويشير إلى أن “سعر الآيس كريم هو 500 دينار فقط، وأنا أصنعها في المنزل، لكن عليكم أن تتصوروا كم قطعة أبيع يوميا من الصباح وحتى الليل، وكم تبلغ أرباحي اليومية، فهي توفر لعائلتي حياة كريمة، رغم تواضع العمل، إلا أن صعوبته تكمن في التجول بحرارة الصيف اللاهبة”.
ويواصل “أنا لم أعتد العمل عند الاخرين، ولهذا اعتز بعربتي واعمل بها طوال العام، ولكن مع تبدل العمل بكل موسم، لا أعتبر نفسي من العاطلين ولست بحاجة إلى دعم شبكة الحماية الاجتماعية”.
ولا يقتصر العمل الموسمي على اصحاب العربات والباعة الجوالين، فهناك محال تتم بها أعمال تتبدل بتبدل المواسم، ومنها محال تصليح المدافئ في الشتاء.
ويتحدث طارق اللامي (60 عاما)، صاحب محل في منطقة البياع، لتصليح المدافئ، ، قائلاً: “ينتعش عملي في فصل الشتاء وعند اشتداد البرد، فيهرع كثيرون لإصلاح العطل في مدافئهم، وتبديل فتائلها”، مستدركاً: “مع اعتدال الجو يستغني الناس عن المدافئ، ما يدفعني لمزاولة عمل اخر لكي لا يبقى المحل مقفراً من الزبائن”.
ويؤكد اللامي: “أنا وغيري من أصحاب محال تصليح المدافئ، نزاول اعمالاً اخرى في محلاتنا، وكل حسب خبرته واستطاعته”، ويشير إلى أن “البعض يتحولون إلى تصليح المراوح الأرضية والسقفية، والبعض يعرض خدمات تصليح الدراجات الهوائية ونفخ الإطارات، ويعتمدون على الأطفال في المنطقة”.
وختتم اللامي، حديثه بالقول: “منذ زمن طويل وأنا أعمل في الشتاء بتصليح المدافئ، وفي الصيف أعمل على تصليح الدراجات الهوائية”، مبينا “لا يمكن لي جمع تصليح المدافئ والدراجات في آن واحد معاً، لصغر حجم المحل من جهة، وكثرة الطلبات على تصليح المدافئ من جهة أخرى”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط