إجتمع مدير المركز التجاري العراقي في أبو ظبي ومدير مكتب الخطوط الجوية العراقية فيها مع ضابط المخابرات في السفارة العراقية وبعض من أعوانه في شهر رمضان من تلك السنة في شقة أحدهم لتصنيع قنابل وتفجيرها في مناطق مختلفة ولكن إنفجرت إحداها مما أدى الى قلع ابواب وشبابيك الشقة وقتل ضابط المخابرات وجرح بعض من أعوانه.
فخرجت الحكومة العراقية ببيان مألوف وغير مستغرب تتهم فيه إيران وإسرائيل بتدبير حادث الانفجار.
(لايزال البعثيون يتهمون إيران في كل شيء حتى في تشكيل داعش الوهابي الذي يكفر الشيعة ويذبحهم ولكنهم توقفوا عن توجيه الاتهامات لإسرائيل)
عندما قرأت ذلك في كتاب مذكرات وزير للدكتور جواد هاشم الذي كان في وقت الحادث رئيساً لصندوق النقد العربي ومقره في أبو ظبي تذكرت رجل عراقي أكبر مني سناً تعرفت عليه في مدينة العين الاماراتيه حيث كنت أعمل في جامعة الامارات إسمه (جورج) لا اعرف كامل اسمه ولكن ينادونه (أبو ريتا) وكان يشتغل ميكانيكي عند بعض الشيوخ وقد جاء الى الامارات منذ سنين طويلة للعمل عندما كان عازباً وفي يوم كنا مجتمعين في بيت أحد العراقيين (من كربلاء) لنشاهد فيديو إقتحام قوات صدام لمدينة كربلاء المقدسة وقصفها للمراقد المقدسة وصراخ النساء والاطفال والرعب والخوف الذي هم فيه أثناء الانتفاضة الشعبانية.
إلتفت جورج وقال: عندما ذهبت إلى العراق للزواج وللحصول على موافقة سفر زوجتي طلبت مني الاجهزة الامنية المختصة الاتصال بمدير مكتب الخطوط الجوية العراقية حال عودته الى الامارات للتعاون معه مقابل الموافقة على سفر زوجته.
يقول جورج بصوته العالي والسيكاره في يده وهو يلبس الدشداشة المفتوحة الازرار مع ضحكه هستيريه عاليه ولهجه بصراويه (گِلِت لهم ولا يهمك أول ما أروح أتصل بيه ثم يردف ويقول أنا بس أريد أطلع زوجتي وأخلص أنعل أيوهم لا بو اليتصل بيهم)
هاجر أبو ريتا إلى أمريكا قبل أكثر من عشرين سنة وسمعت قبل حوالي عشر سنوات إنه توفى هناك بعد أن إطمئن على عائلته.
أعتقد إن المرحوم (أبو ريتا) كان صادقاً بما قاله لنا.
لقد قامت مخابرات صدام بإغتيالات وأعمال إجرامية كثيرة وفي عدة دول عربية وغير عربية.
سمير الحسني
Read our Privacy Policy by clicking here